يحاول الاحتلال من خلال مناورته “الاستعراضية” التي تحاكي حربًا على 4 جبهات، استعراض القوة التي من ضمنها الرد على مناورة حزب الله، وقد يحاول أن يستغل المناورة في شن عدوان على واحدة من هذه الجبهات في محاولة لإثبات القوة.
الاحتلال في حالة حيرة لأنه يعلم أن ليس في مقدوره أن يواجه معركة على كل الجبهات، وأستبعد أن يقوم بمواجهة حزب الله في الجنوب اللبناني، لأنه يعلم أن ما لدى حزب الله تدميري، وخاصة من “تل أبيب” حتى الشمال الفلسطيني، وكذلك غزة هو حذر منها رغم ضعفها بالقياس لحزب الله، ولكنها بالنسبة له تشكل تهديدًا لمنطقة الجنوب.
أما إيران فالاحتلال لا يستطيع شن عدوان دون غطاء أمريكي، وأمريكا لا تسمح له بذلك، وبالتالي تبقى الجبهة السورية الأضعف والتي قد يشن عليها عدوان أكثر عنفًا من الاعتداءات التي يمارسها بشكل يومي وذلك لاستعادة جزء من الثقة التي تزعزعت لدى للجمهور الصهيوني وقواته.
الاحتلال بهذه المناورة والتي أعلن أنها ستستمر لمدة أسبوعين لن تكون بمستوى واحد على كل الجبهات، ولكن كل الجبهات يجب تكون على أهبة الاستعداد، فالحذر مطلوب وخاصة على جبهة غزة التي لازال الاحتلال يضعها نصب عينيه، وقد لا حظنا النشاط المكثف من طائرات الاستطلاع التي جابت قطاع غزة بكل أشكالها وألوانها، وإن خف هذ التواجد قليلا خلال اليومين الماضيين ثم عاد بدرجة أقل في الساعات القليلة التي نحياها.
الاحتلال يهدف من خلال هذا الاستطلاع تحقيق هدفين الأول: جمع مزيد من المعلومات، وتحديد مزيد من الأهداف التي ينوي الهجوم عليها فيما لو جرى أي تصعيد، ولعل الهدف الآخر هو البحث عن صيد يعتقد الاحتلال أنه ثمين أو اصطياد أكثر من صيد من المستويات العسكرية والسياسية للعمل على اغتيالهم بهدف إرباك المقاومة بضربة مفاجئة تؤدي إلى شلل في التفكير والإرباك الشديد.
نعم الحذر مطلوب حتى نفوت على الاحتلال ما يسعى إليه.