(مدونة المجد)
التطور التكنولوجي الحادث اليوم جعل هذا الكون أصغر مما نتصور، وبات بمقدور كل شخص معرفة ما يجري في المعمورة، وهذا أمر محمود ،ولكن مع زيادة المعرفة وتطور عملية الاتصال.
هذا الانفتاح الكبير في تناقل المعلومات عبر وسائل الاتصال جعل هذه الوسائل أدوات للمراقبة والمتابعة والتجسس على تناقل المعلومات بين الناس، ومن هذه المعلومات تساهل البعض في الحديث بالقضايا الأمنية وهنا مكمن الخطر.
هذا التطور في أدوات التواصل يجعلنا أن نعي أنه ليس كل ما يُعرف يتم تداوله عبر الوسائل التكنولوجية المتعددة ومنها المحمول (الجوال)، أو وسائل التواصل المتعددة من فيس بوك، أو واتساب، أو غيرها من الوسائل، وعلينا أن ندرك أن هذه الوسائل جميعها تحت المراقبة، وأن أي وسيلة تدّعي أن معلوماتك ومكالماتك وما تنشر تخضع لسرية تامة ولا يستطيع أحد الوصول إليها، ليس صحيحاً، فكن على يقين أن ما تتحدث به، أو تكتبه، أو تصوره، مواد مكشوفة ومعلومة لأجهزة الأمن في العالم ممن يترصد هذا وذاك.
اليوم الحديث يدور عن مراقبة الاحتلال لعمليات الاتصال والتواصل على المحمول بين غزة والضفة، بل الأمر غير المعلوم أن الاتصال الخارجي مع غزة والضفة بات تحت المراقبة من قبل الاحتلال.
الأمر ليس جديد، ولكن التشكيك كان سيد الموقف في السابق، ولكن اليوم وبعد هذه المعلومات التي كشفت مؤخراً مع التطور الجديد على أنظمة التجسس أصبح الأمر أسهل وأيسر.
في كل الأحوال علينا أن نكون حذرين عندما نتحدث أو نكتب أو ننشر بعض المواد المصورة بأن ما نقوم به يكون في نفس اللحظة بين يدي الاحتلال، وعليه علينا عندما نستخدم هذه الوسائل أن نعمل على الحرص الشديد أن لا يتم نقل أو تداول أي معلومات لها علاقة بالأمن أو العسكر لا شكلاً ولا مضموناً، وأن يكون استخدامنا لهذه الوسائل مقتصراً على الاطمئنان عن الحال والأحوال والصحة والتهاني والتبريكات، وهي من الوسائل المعلومة ومن السهل تناولها ومعرفتها.
وعلينا أيضاً أن لا نتناول الحديث فيما بيننا عن مشاكل خاصة في الحياة أو العمل، وألّا يكون الحديث عن مشاكل مالية، أو اجتماعية بكل اشكالها وألوانها حتى لا تكون مادة للتصيّد من قبل الاحتلال، ولنسج خيوطه، وتقمص شخصية الحل .
الحديث يطول وعلينا أن نكون أكثر فطناً ودراية من أننا تحت المراقبة على مدار الساعة، وهذا لا يعني الخوف ولكن الحذر مطلوب.
نحو وعي أمني