الأمن المجتمعي
الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي .. أداة حرب “إسرائيلية”
المجد –
في عام 2017 أعد الجنرال احتياط في جيش الاحتلال ديفيد سيمان توف، والجنرال احتياط ديفيد ستيرنبرغ، الرئيس السابق لقسم التحكم في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، دراسة تحت عنوان “الجهد المفقود.. دمج البعد الناعم في العمل العسكري”، كشفا فيها أن نشر بعض المعلومات مجهولة المصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو جزء من المعركة التي يديرها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.
الخطوات التي يتم اتخاذها في سياق التأثير على وعي الجمهور الفلسطيني، يطلق عليها “إجراءات الوعي”، والهدف منها التلاعب في التصورات وخلق إدراك مختلف عن الواقع في الوعي الجمعي، جرى تكييفه وهندسته “إسرائيلياً”، والتسلل إلى المشاعر والمواقف وحتى سلوك الجمهور المستهدف.
إحدى هذه الإجراءات يتسم بالسرية التامة، مثل نشر معلومات مضللة وإشاعات من خلال حسابات وهمية أو عملاء أو حسابات تُدار من جيش الاحتلال.
وفي آذار / مارس 2019 كشف مركز التراث الاستخباري “الإسرائيلي” عن قسم أقامه جيش الاحتلال في 2018 وأطلق عليه اسم “قسم التأثير”. يدير القسم مجالين من محاولات التأثير في وعي الفلسطينيين، الأول حركي يتمثل في توجيه جيش الاحتلال لتنفيذ عمليات قوية مثل تدمير برج أو استهداف واسع للمنازل أو حملة اعتقالات واسعة بهدف التأثير في مواقف الجمهور الفلسطيني من المعركة. أما الثاني فيركز على نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع.
يتقاطع هذا الاعتراف “الإسرائيلي” باستخدام سلاح الإشاعة مع ما نشرته الجهات الأمنية في قطاع غزة حول اعترافات أحد العملاء (أ.ع) والذي كانت مهمته نشر الشائعات بين الركاب حيث يعمل سائقا بالأجرة، وقد كانت مخابرات الاحتلال تطلب منه فتح اتصال عبر الهاتف لسماع الحوارات وردود أفعال الناس على الإشاعات التي كانوا يطلبون منه نشرها.
وتشير الدراسات الأمنية “الإسرائيلية” إلى أنه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرك أكثر أهمية العنصر المعرفي في العمل العسكري، على اعتبار أن وعي الجمهور الفلسطيني هو عنصر أساسي في نجاح العمل العسكري، وهذا يتطلب إدارة نشطة وطويلة الأمد بحيث لا يتم الاكتفاء بالعمل في نطاق الحرب النفسية التي تنشأ وتنتهي في زمن المعركة فقط، بل إدارة معركة شاملة مستمرة مع الوعي.
المصدر: مركز الحارس