المردوع لا يَردع
(مدونة المجد)
انظروا ماذا يفعل الاحتلال رداً على بالونات غزة وكيف ينظر إلى ما تفعله البالونات التي تطلق من القطاع على حدود غزة مع فلسطين المحتلة إلى الشرق من قطاع غزة.
البالونات التي تطلق من قطاع غزة تحدث أضراراً ليست بالهينة سواء على المستوى الاقتصادي أو على المستوي النفسي أو حتى على المستوى العسكري الذي لم يستطع حتى هذه اللحظة أن يضع حداً للحرائق التي تُسببها هذه البالونات وأن ردوده عليها والطريقة التي يتم فيها الرد على أراضي زراعية أو حتى على مواقع فارغة تؤكد أن هذا العدو مردوعاً وخائفاً من الرد الذي يوقع أضراراً لا لضعف لديه في القوة.
ولكن خشية أن يتعرض لقصف عنيف على مناطق شاسعة من الكيان الذي لم يعد فيه مكاناً أمناً من أن تصل إليه صواريخ المقاومة وهذا الأمر فهمه الاحتلال بعد معركة “سيف القدس” التي أكدت فيه المقاومة أن بمقدورها أن تصل إلى أي مكان تريد، الأمر الذي لا يقبله الاحتلال والذي يشكل تهديداً حقيقياً له ولمصالحه الاقتصادية والإعلامية والسياسية على المدى القصير والطويل.
لذلك نعتقد أن ردود الاحتلال على البالونات محسوباً ومدروساً ومردوعاً كون أن خيارات الاحتلال باتت محصورة كمحاولته لإغلاق البحر، أو إعاقة المنحة القطرية، أو تشديد الحصار على معبر كرم أبو سالم لأيام ثم يعاود فتح البحر والسماح بالحركة على المعابر كل ذلك لخشية منه أن تكون إجراءاته صاعق التفجير لتصعيد جديد لا يعلم مداه إلا الله في ظل بيئة إقليمية ودولية ليس كما كانت سباقاً مشجعة للاحتلال على عدوانه ولا ما تملكه المقاومة اليوم من أدوات رادعة ومؤلمة للمحتل.
ولو نظرنا إلى ما حدث أيضا في جنوب لبنان نلاحظ ما لاحظناه مع قطاع غزة، أن الاحتلال مردوع ويحسب ألف حساب للرد الذي يقوم به بعد تعرضه للقصف وأن رده قد يشكل استفزاز للمقاومة في جنوب لبنان، فعندما حاول الاحتلال استغلال الأوضاع التي يمر بها لبنان الاقتصادية والسياسية وحالة الخلاف في الساحة اللبنانية وهي ليست بعيدة عن تدخل الاحتلال فيها واللعب على زيادتها، ظاناً أن الأمر قد يكون رادعاً لحزب الله ويجعله عاجزا عن الرد على القصف المدفعي الصهيوني والغارات شرقا وغربا.
فكان الجواب من “حزب الله” سريعاً بإطلاق 19 صاروخا على شمال فلسطين المحتلة كرد تحذيري على الكيان، وهي رسالة من “حزب الله” إلى الاحتلال تؤكد فيها المقاومة بأنها جاهزة للدفاع عن لبنان أرضاً وشعباً، صحيح أن قصف الجهتان مدروساً ومحسوباً حساباً دقيقاً و أن يكون في أماكن فارغة وأن القصف لن يوقع قتلة أو إصابات في كلا الطرفين حتى لا يجر ذلك إلى معركة مفتوحة يدرك الاحتلال أنها لن تكون سهلة.
هذه هي الحالة سواء مع غزة والبالونات أو مع جنوب لبنان والتي تقف فيه المقاومة بالمرصاد وهي كما قلنا تشكل ردعاً للعدو تجبره أن يكون رده محدوداً ومدروساً ولا يمثل تعدي صارخ قد يجر عليه الويل والدمار بعد أن باتت كل الأراضي المحتلة من فلسطين تحت تهديد المقاومة سواء في غزة أو في جنوب لبنان.
✍️ مصطفى الصواف