“جوناثان بولارد”… حين يتخلى الكيان الصهيوني عن عملائه
(خاص المجد الأمني)
كنز استخباراتي قدمه العميل اليهودي الأمريكي “جوناثان بولارد” لجهاز الموساد الصهيوني خلال فترة تطوعه للعمل كجاسوس لصالح الكيان الصهيوني.
بولارد الذي كان يعمل محللاً للمعلومات في استخبارات البحرية الأمريكية، تطوع للعمل مع الموساد الصهيوني، حيث كان ينقل الوثائق الأمريكية السرية للموساد، وعلى إثر هذه المعلومات كان الموساد وبتنسيق مع أجهزة الكيان المختلفة بالتحرك لضرب أهداف الخصوم.
العميل بولارد قدّم معلومات حساسة عن البرنامج النووي العراقي، والذي قام الجيش بقصف المفاعل النووي قرب بغداد، وقدم معلومات عن نشاط منظمة التحرير في تونس، فقام الجيش بقصف المقر مما أدى لاستشهاد أكثر من 60 فلسطيني، وقدم أيضاً معلومات مهمة عن مخازن السلاح السوفيتية وكذلك معلومات عن انتاج سوريا للأسلحة الكيميائية.
وخدم بولارد الكيان الصهيوني في جوانب كبيرة، لكن تم اعتقاله في الولايات المتحدة وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً، فماذا فعل الصهاينة لعميلهم الذي قدم لهم كنزاً استخباراتياً مهماً؟!
في الحقيقة لا شيء، تجاهلت الحكومة الصهيونية أمر العميل جوناثان بولارد تماماً خلال فترة اعتقاله، وعندما أيقن أنه ملاحق قبل اعتقاله، طلب هو وزوجته اللجوء للسفارة الصهيونية، لكن طلبه قوبل بالرفض، حتى إنه لما وقع في السجن عام 1985م، طلب الحصول على الجنسية الصهيونية، لكن تم أيضاً تجاهل طلبه لمدة 10 سنوات.
قبل الإفراج عنه عام 2015م، قامت مجموعات من الناشطين بتنظيم اعتصامات ومطالبات للضغط على حكومة الكيان للإفراج عن بولارد، لكن هذا الضغط لم يحرك ساكناً، حتى قضى بولارد مدته في الحبس كاملة.
قصة العميل بولارد تعكس كيفية التعامل الصهيوني مع العملاء، فلكم أن تتخيلوا أن عميلاً أمريكياً يهودياً لم يساعده الكيان بالرغم من الكنز الكبير الذي قدمه لهم، فهل ستساعد المخابرات الصهيونية عميلاً عربياً لم يقدم إلا فتات المعلومات؟!
بالتأكيد لن تقوم المخابرات الصهيوني بمساعدة أي عميل لا عربي ولا يهودي ولا أمريكي ولا فلسطيني، ففي عقيدة الكيان، أن الذي خان وطنه وقدم المعلومات لعدوه، لن يكون محل ثقة وليس جدير بالاحترام ولا التقدير ولا الحماية ولا المساعدة.