رفض الطيارين التطوع ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه جيش العدو
المجد – ترجمة الهدهد
حذر اللواء القائد السابق لمفوضية قبول الجنود وقائد الكليات العسكرية لجيش العدو “إسحاق بريك” من أن “سلاح الجو الإسرائيلي” هو معضلة حقيقة ليس فقط بسب انتشار إعلانات رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية، بل على مستويات مفاهيمية، والجهوزية لحرب إقليمية متعددة الساحات.
جاء ذلك في مقال نشره على موقع القناة 12.
وأضاف “بريك”: “قد يؤدي قرار بعض الطيارين بعدم التطوع بالاحتياطيات إلى توقف الانقلاب القضائي، وقد يؤدي أيضاً إلى نهاية إسرائيل”.
وقف التطوع سهم في قلب “الجيش”، يقضي على كل جزء جيد لا سبيل للعودة منه، هذا قرار يمكن أن يكون بالتأكيد القشة التي قصمت ظهر البعير، والمسمار الأخير في التابوت.
خراب “الهيكل الثالث”
يجب أن نتذكر أن الجدال وتنفيذ وقف التطوع لجنود الاحتياط لن يظل فقط بين ضباط الاحتياط وجنود الاحتياط، بل سيتغلغل بعمق في “الجيش” بين القوات النظامية والدائمين ويضر بشدة بالتماسك والعلاقات والثقة المتبادلة بين الجنود، لا يزال من الممكن إصلاح حالات الفشل الأخرى، ولكن ليس هذا الفشل.
وهذا سيؤدي إلى تفكك “الجيش”، ولن يكون هناك من يحمي الإسرائيليين” من أعدائنا الذين يريدون قتلنا، حتى لو نجح الاحتجاج، ستقام “دولة يهودية” وديمقراطية بالتأكيد.
يمكن للاحتجاج أن يستمر بكل قوته، ولكن لماذا يجر “الجيش إليه”؟ هذا عمل غير مسؤول، لا يمكن التسامح معه، من يفعل ذلك لن يجلب الديمقراطية، بل تدمير “الهيكل الثالث”.
أوصي الطيارين وكبار القادة في الاحتياط أنه بدلاً من إدخال السياسة التي تدمر كل جزء جيد من “الجيش”، يجب عليهم إعداد سلاح الجو بشكل دائم للحرب الإقليمية القادمة.
هناك مشاكل أخرى أكثر حدة تؤثر بالفعل بشكل خطير على كفاءة سلاح الجو، والتي ستظهر بأقسى ما تكون في الحرب الإقليمية القادمة، وتتعلق المشاكل بالفشل في تجهيز القواعد الجوية للحرب الإقليمية المقبلة، وفقدان التعاون بين القوات الجوية والبرية.
كفاءة ضعيفة وجهوزية ناقصة
بعد حرب الـ 67، غادر سلاح الجو في حالة سكر، وغرور، وغطرسة وعجرفة، وفشل في تعلم الدروس وتطبيقها، وقد انعكس ذلك في حرب أكتوبر، بعد ست سنوات، عندما خسر سلاح الجو عشرات الطائرات والطيارين أمام جدار صواريخ العدو الذي لم يكن مستعداً لها.
كانت المساعدة المقدمة للقوات البرية دون كل الانتقادات، ووصفت القوات الجوية في حرب أكتوبر بالفاشلة، ولن يشكل ذلك درساً لقادة القوات الجوية.
في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر وحتى يومنا هذا، أهمل سلاح الجو المهمة الأساسية، وهي مهمة المساعدة والتعاون مع القوات البرية، وينعكس ذلك في قلة الممارسة والتدريب بالتعاون بين القوات الجوية والبرية، كما أصدر منتقدو الجيش تقارير شديدة القسوة في هذا الشأن.
بسبب عدم وجود سياسة، لم يتم إجراء تدريبات متميزة في “الجيش” لمعركة مشتركة بين القوات الجوية والقوات البري، هذا الموضوع ضعيف، ولا توجد ممارسات وتدريب لسيناريو الإسناد هذا.
بدون تعاون بين القوات الجوية والبرية سيكون من المستحيل الدفاع عن البلاد ولا كسب الحرب، انفصل سلاح الجو عن بقية الجيش وبنى نفسه كجيش للدولة أحادي البعد.
انحنى رؤساء الأركان الضعفاء للوبي القوي لسلاح الجو وتركوه يسير في اتجاه كارثي لأمن الكيان.
هؤلاء هم قادة القوات الجوية في السنوات الـ 20 الماضية الذين لم يستوعبوا أن الحرب الإقليمية القادمة ستكون مختلفة تماماً عن جميع سابقاتها، وأن قادة القوات الجوية استعدوا للحرب الماضية وليس للحرب القادمة.
سلاح الجو وحده لا يستطيع الانتصار في الحروب، والدليل على ذلك هو الجولات المتواصلة ضد حماس والجهاد في غزة، عندما واجه سلاح الجو بأكمله هدفاً صغيراً لم يعرضه للخطر على الإطلاق، وفشل في كل الجولات السابقة، لخفض معدل إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه “إسرائيل” حتى بصاروخ واحد طوال أيام القتال.
كيف سيكون سلاح الجو قادراً على التعامل مع الآلاف من منصات إطلاق العدو التي ستطلق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار على “إسرائيل” كل يوم في الحرب الإقليمية القادمة، وتحيط بـ “إسرائيل” مثل القبضة الخانقة من جميع الجهات.
رفض التنسيق
لهذا الغرض، كان لابد من إنشاء قوة صاروخية منذ فترة طويلة، وتم تطوير ليزر قوي يمكن أن يعطي إجابة جيدة للصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تعرض “إسرائيل” للخطر، وكان من الضروري أيضاً إنشاء قوات برية قوية ومدربة التي من شأنها أن تقاتل في تعاون وثيق مع القوات الجوية.
في عهد “ليبرمان” كوزير للجيش، أصدر قراراً بإنشاء قوة صاروخية، ولكن بمجرد أن انتهى من منصبه، تم تأجيل القرار بضغط من سلاح الجو.
رأى سلاح الجو بالليزر خط أمر، ويلٌ لمن ذكر هذه الكلمة لسنوات عديدة.
كما عارض سلاح الجو في الوقت الذي تم فيه إنشاء نظام القبة الحديدية، ولم تشتر القوات الجوية المضادة للطائرات الموجهة بالرادار لحماية قواعدها وطائراتها من مجموعات الطائرات بدون طيار، كما لم تقم القوات الجوية بتجهيز الكتائب المسؤولة عن ذلك، بشكل مستمر في قواعدها في الحرب الإقليمية القادمة.
كل هذا لسبب واحد، كل دولار مجاني تم استثماره في شراء طائرات وملحقاتها، وهذا على حساب كل وسائل الحرب الجديدة التي تفوق فعاليتها في كثير من المجالات فعالية الطائرات بعشرات المرات.
هذا مفهوم قديم فقد قيمته للقيادة العليا لسلاح الجو التي تأخرت 20 عاماً، لم يبدأ الانتعاش إلا مؤخراً، لكنه جاء بعد فوات الأوان – وقليل جداً.
سلاح الجو هو الذراع الذي يضع عليه جميع “الإسرائيليين” ثقتهم في الحرب الإقليمية القادمة، لكنهم للأسف يواجهون مفاجأة شديدة وخيبة أمل عميقة.
انفصال عن الواقع
لدينا طيارون ممتازون وطائرات على أحدث طراز، لكن قادة سلاح الجو في السنوات القليلة الماضية، الذين عاشوا في قوقعة الماضي ورفضوا استيعاب وفهم طبيعة الحرب الإقليمية المقبلة، والتي ستكون 180 درجة مختلفة عن كل سابقاتها.
لم يتعلم سلاح الجو أي دروس وأصبح مبتهجاً من الانتصار في حرب الـ 67 ولم يعد سلاح الجو للحرب في حرب أكتوبر ما أدى إلى فشل سلاح الجو في حرب أكتوبر، الشيء نفسه يحدث الآن استعداداً للحرب القادمة.
يسير الإسرائيليين كرهينة ويتغذى على تقارير غير موثوقة ويذر الرماد في عيون الجمهور منذ سنوات عديدة، على يد مراسلي البلاط وكبار القادة، الذين يأتون لتعزيز صورة الجيش على حساب أمن البلاد.
إنها تتعلق بالقمع والإنكار والتجاهل والهروب من المسؤولية من قبل القيادة العليا في “الجيش الإسرائيلي” في السنوات الأخيرة.
المستوى السياسي منفصل تماما عن الوضع ورأسه في الرمال ولا يريد أن يسمع عن المشاكل الصعبة، كانت الحكومة تتعامل مع الانقلاب القضائي خلال الأشهر القليلة الماضية ولا تقوم بحل بعض القضايا الأخرى.
من أجل الانتصار في الحرب الإقليمية المقبلة، الأقرب من أي وقت مضى، يجب على “الإسرائيليين” ألا يقفوا عراه ومكشوفين أمام الجحيم.