مدونة المجد

عزّون والضفة الغربية

 أ.محمود مرداوي

الضفة تستطيع إشغال العدو والاستمرار في مواجهته والتصدي لجيشه وقطعان مستوطنيه ضمن القيود التي لطالما سيقت لتبرير قلة الحول وضعف الحال وهي صحيحة، لكن الوقائع على الأرض والنماذج في الضفة كثيرة في إمكانية تخطي العقبات وتجاوز المبررات، فعزون تمثل ذروة هذا النموذج وقمة العطاء رفض مستمر للاحتلال، مواجهة دائمة تصد للمستوطنين رغم كل الإجراءات واستمرار واتساع نطاق الاعتقالات حتى بلغت مبلغها، وأصبحت عزون تتربع على قمة البلدات التي يطويسجون الاحتلال العدد الأكبر من شبابها قياساً بالنسبة والتناسب مع تعداد سكانها .
عزون تتخطى كل القيود والإجراءات، أسوار تحيطها من كل جانب، حواجز متعددة يقهر أهلها للوصول والخروج منها، اقتحامات ليلية بشكل همجي، اعتقالات إطلاق نار وتفجيرات ،لكن قانون الحياة والإصرار على البقاء صامدين واقفين لا يركعون كأشجار الزيتون الرومية التي تملأ جنبات القرية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها شكلت رعباً دائماً للمستوطنين، طُبقت كل الإجراءات التي نُفذت على أماكن عديدة في الضفة بشكل مؤقت فُرضت على عزون مكثفة جملة واحدة بشكل دائم لم تمنع عزون من الاستمرار في مقارعة الاحتلال ومواجهة المستوطنين، ولم تستسلم ولم تخضع ولم تخنع ماضية في رفع الراية مستمرة في الكفاح ، تستحق أن تُتوج نموذجاً فلسطينياً فريداً في الصبر والثبات. فلك يا عزون ألف سلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى