عين على العدو

غياب الردع شمال الضفة الغربية يُحرّض باقي الساحات

المجد –

إن عقد رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” مشاورات أمنية في مقر منطقة القيادة الوسطى لجيش العدو، بعد العملية النضالية التي وقعت في مستوطنة “عيلي”، ليس من قبيل الصدفة، هو يرمز من خلاله إلى أن هذا ليس تقييماً روتينياً آخر للوضع، ولكنه مناقشة طارئة تهدف إلى اتخاذ قرارات تشغيلية للتنفيذ العملياتي في الميدان.

إن إمكانية شن عملية واسعة النطاق ضد البنية التحتية للمقاومة في شمال الضفة الغربية قيد النظر منذ عدة أشهر.

الأسباب المؤيدة واضحة، الهجمات في شمال الضفة قد رفعت رأسها في الأشهر 18 الماضية، ولا سيما منذ بداية عام 2023، يضاف إلى ذلك الكم الجنوني في الأسلحة الموجودة بالميدان، سواء المعيارية أو المرتجلة المصنوعة محلياً، بما في ذلك العديد من العبوات الناسفة، كتلك التي انفجرت في العملية التي تعقدت في منطقة جنين.

يضاف إلى ذلك التحريض الكبير من جانب المنظمات الفلسطينية وغياب سيطرة السلطة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الفوضى على الأرض.

الشيء الوحيد الذي يقف بين كل هذا وانتشار الهجمات على نطاق واسع، هو الحجم غير المسبوق للعمليات الاستباقية لإحباط الهجمات من قبل الشاباك و”الجيش الإسرائيلي” – 375 عملية استباقية مهمة منذ بداية عام 2023 (بما في ذلك حوالي 300 عمل استباقي ضد هجمات لإطلاق النار)، مقارنة بـ 474 في عام 2022 كله.

الخشية الرئيسية هي نقص المعلومات الاستخبارية

كل هذه الأمور ستؤدي في نهاية المطاف إلى قيام “الجيش الإسرائيلي” بعملية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية، ويمكن أن يكون لهذه العملية محفزين أو دافعين:

  • الأول: هجوم غير عادي.
  • الثاني: تراكم معلومات استخباراتية مهمة ومركزة، من شأنها أن تؤدي إلى إحداث ضرر شامل وعميق للبنية التحتية للمقاومة.

يجب على “الحكومة” أن تقرر ما إذا كان العملية في مستوطنة “عيلي” يفي بالمعيار الأول، وحتى الليلة الماضية يبدو أن المعيار الثاني لم يستوف بشكل كاف، وإلا لكانت “إسرائيل” قد شنت العملية المذكورة منذ وقت طويل.

بإمكان المستوى السياسي أن يأمر بذلك حتى مع وجود معلومات استخبارية جزئية، ولكن مع فهم المخاطر، في حالة عدم وجود معلومات استخبارية كافية، قد تفقد العملية هدفها، وقد ينتهي الأمر بالقوات إلى البقاء لفترة طويلة في الميدان، وقد تكون النتيجة غير كافية من حيث الإنجازات وإشكالية من حيث الضرر، مثل النقد في العالم الغربي والعربي، والضرر في الساحة الفلسطينية (ربما أيضاً التورط مع غزة ومع الجبهة الشمالية)، والعديد من القتلى في الجانب الفلسطيني وإصابات في صفوف الفلسطينيين وإصابات في صفوف “قوات الجيش الإسرائيلي”.

يجب أخذ كل هذه الأمور في الاعتبار مسبقاً قبل بدء العملية، ويجب أن يبني المستوى السياسي الشرعية الدولية ليس فقط لهذه العملية المحددة، ولكن أيضاً للسلسلة التي قد تنشأ عنها.

إن حقيقة كون المسلحين من عناصر حماس لها أهمية كبيرة، لأنها تظهر اللعبة المزدوجة التي يمارسها التنظيم، بينما يحافظ على الهدوء في قطاع غزة، فإنه يحث ويحرض عناصره على تنفيذ عمليات من الضفة الغربية.

وبسبب هذه اللعبة المزدوجة بالتحديد، سعت “إسرائيل” وراء قيادة الجهاد الإسلامي في غزة، والآن عليها أن تسأل نفسها ما إذا كانت تلعب بشكل تكتيكي، فقط في شمالي الضفة، أم أنها سترسم لحماس حدود المنطقة، حتى على حساب تصعيد متجدد في الجنوب (وربما في الشمال أيضاً).

صحيح أن المطروح على الجدول هو الحاجة إلى عودة فورية للأمن والشعور بالأمن في الضفة الغربية، لكن التدهور الأمني ​​بالأشهر الماضية في جميع الجبهات يظهر أن من لا يُردع في شمالي الضفة سيتعرض للتحدي عاجلاً أم آجلاً.

ترجمة/ شبكة الهدهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى