المخابرات والعالم
كيف خطط “الموساد” لاغتيال “صدام حسين”؟ ولماذا فشلت الخطط؟
المجد – خاص
كان الرئيس العراقي الراحل، الشهيد “صدام حسين” يشكّل كابوساً مزعجاً للكيان الصهيوني؛ وذلك بسبب طموحاته وأفكاره القومية التي ترسخ دعم القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني، حيث عكف على تصنيع الصواريخ بعيدة المدى والتي ضرب بها الكيان في وقت لاحق، إضافةً لمساعيه في امتلاك السلاح النووي.
ومع تزايد خطر “صدام حسين” على الكيان، عكف جهاز الموساد الصهيوني وبأوامر من أوساط سياسية وأمنية داخل الكيان، عكف على تجهيز خطة للتخلص من صدام حسين، بسبب “جرأته” في ضرب مدن الكيان بالصواريخ مطلع تسعينات القرن الماضي.
الموساد جهز مجموعة من الخطط لتنفيذ “علاج سلبي – اغتيال” ضد صدام، لكن الخطط كلها باءت بالفشل، وفيما يلي تفاصيل الخطط وسبب فشلها:
- الخطة الأولى/ كانت تقضي ببيع جهاز ملغوم إلى مرافقة صدام حسين، وعندما يصل هذا الجهاز “المفترض” إلى يدي صدام يقوم الموساد بتفجيره .. لكن هذه العملية تم رفضها نظراً لصعوبة اختراق مجال الحراسة حول الرئيس.
- الخطة الثانية/ تبديل قاعدة “الجندي المجهول” في بغداد بقاعدة ملغومة، على أن يتم تفجيرها عند زيارة الرئيس صدام حسين للمكان، وكان معتاداً على الزيارة مرة في العام، ويضع إكليلاً من الزهور .. لكن العملية رفضت هي الأخرى بسبب يقظة الحرس الخاص وعناصر المخابرات المحيطين بصدّام، إضافةً لصعوبة التنفيذ في الميدان المكتظ بالمارة.
- الخطة الثالثة/ تنفيذ الاغتيال قرب تمثال لصديق صدام حسين وسط شارع الرشيد، وكان صدام يأخذ الضيوف رفيعي المستوى إلى المكان ويسير قرب التمثال ببطء، وكانت العملية تقضي بتفجير المكان .. لكنها رفضت هي الأخرى بسبب شدة الحراسة وصعوبة التنفيذ في المكان العام والمكتظ في بغداد.
- الخطة الرابعة/ تفخيخ جسر 14 تموز وسط بغداد، والذي كانت الغارات الأمريكية قد دمّرته، وكان ينوي صدام حسين إعادة افتتاحه .. لكن العملية رفضت كما سابقاتها، ولنفس الأسباب.
- الخطة الخامسة/ اغتيال صدام حسين في جنازة خاله، حيث حصل الموساد على معلومات من I. A، تفيد بمرض خال الرئيس العراقي، وأنه على وشك الوفاة، وفي حال موته سيتم تشييعه ودفنه في مقبرة العائلة في تكريت، وأن صدام حسين سيشارك في الجنازة فيمكن اغتياله هناك.
بدت هذه الفكرة والمعلومات مناسبة لتنفيذ عملية الاغتيال ضد الرئيس العراقي، حيث اعتمد الموساد خطة للهجوم بصواريخ “تموز” على صدام خلال الجنازة، تنفذ هذه الخطة مجموعة مدربة من الموساد، تقوم بإطلاق الصواريخ ثم التأكد من قتل صدام وقطع رأسه ثم إحضاره للقادة الصهاينة في “تل أبيب”.
لكن خطأً تقنياً قام بإطلاق الصواريخ خلال التدريبات التي كانت تجري لتجهيز العملية عام 1992م، أدت لمقتل 5 جنود صهاينة، فألغى الموساد كل عملياته ضد صدام حسين.
أسباب فشل الموساد باغتيال “صدام حسين:
- الحراسة الشديدة على الرجل مع اعتماده على الثقات من أبناء المخابرات والجيش العراقي، وحزب البعث، ولا ضير في ذلك طالما سيحقق الأمن.
- عدم اعتماد صدام حسين على جدول ثابت في نشاطاته وزياراته.
- اكتظاظ العاصمة “بغداد” بالسكان، وما لذلك من تأثير على عمل أجهزة المخابرات.
- يقظة الأمن المحيط بالرئيس، أفقد الموساد فرصة اختراق المجال وتنفيذ عملية اغتيال.