مرّ أسبوعان على تولي الجنيرال “أفيف كوخافي” منصبه كرئيس لهيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني، وهو الرئيس رقم (22) الذي يشغل هذا المنصب خلفاً للجنيرال “غادي إيزنكوت”.
“كوخافي” الذي كان قائداً لعملية السور الواقي في جنين عام 2002م، وقائداً لفرقة غزة خلال عملية البحث عن “شاليط” 2006م، أُشيع عنه أنه صاحب نظرية القوة المفرطة، والتي تتلخص في تدمير مناطق العدو من أجل تحقيق الأهداف.
هذه النظرية باتت هي الأخرى لا تؤدي إلى نتائج مرضية لقيادة العدو، وبات الجيش يتآكل في قوة ردعه على حدود غزة، وبات أيضاً لا يقدر على الدخول بمواجهة مع لبنان.
“كوخافي” الذي فشل في استئصال المقاومة في الضفة المحتلة، وفشل في استرجاع شاليط من غزة نتيجة نظريته الفاشلة، أصبح يبحث عن طريقة جديدة ليدير بها الصراع مع المقاومة، سيّما بعدما أصبح رئيساً لهيئة الأركان.
الرجل شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلال عدواني 2012م، و2014م، ومعنى هذا أنه كان يطّلع على كثير من المعلومات المهمة عن المقاومة، ونتيجة لاطلاعه على المعلومات، أدرك أنه لا جدوى من مواجهة مقاومة تتطور يوماً بعد آخر !
فما هو الأسلوب الجديد لكوخافي؟
نتيجة عمله في الاستخبارات سيستخدم كوخافي المعلومات من أجل القيام “بحرب معلوماتية” تقوم على “الهندسة المجتمعية” وهي أخطر من الحرب التقليدية، إذ أنها تستهدف العقيدة والفكرة، وتعتمد على النفس الطويل.
هناك أدوات سيستخدمها كوخافي في أسلوبه الجديد، أهمها :الإعلام الأمني الصهيوني وحرب الإشاعات، ويهدف إلى إيصال الشعب الفلسطيني إلى حالة من اليأس لتمرير الأهداف الصهيونية.
وإلى جانب هذا الأسلوب، سيكون للجيش الصهيوني ممارساته تجاه المقاومة، من خلال سياسة القضم التدريجي لقدرات المقاومة، بمعنى أن يتسبب الجيش بحالات تصعيد يقوم خلالها بقصف مخازن المقاومة ومواقعها دون توسيع رقعة المواجهة.
لذلك، ينبغي على المقاومة أن تتنبه لأسلوب “كوخافي” الجديد، وكذلك ينبغي للشعب أن يتنبّه ويضيّع الفرصة على الاحتلال، من خلال التوجيهات الآتية:
- ننصح بالحذر في تناقل الأخبار، وعدم الاكتراث لإشاعات الاحتلال الصهيوني الذي يعمل من خلالها على تجزئة مفردات الصراع وتقليل الإنجازات وتشويه صورة القضية اللسطينية.
- ننصح وسائل الإعلام بنقل المعلومات والأخبار الحقيقية الصادقة للجمهور الفلسطيني حتى لا يكون ضحية للإشاعة والهندسة المجتمعية التي يقوم الاحتلال بها تجاه شعبنا.
- يتوجب على المقاومة الحفاظ على وحدة القرار المقاومة (سياسياً وعسكرياً وأمنياً) والرد على جرائم الاحتلال بكل الوسائل الممكنة وفق الظروف والمعطيات.
- إشعال ساحة الضفة المحتلة لأن لها الأثر في قلب توازنات الاحتلال.
المقاومة تنبهت لهذا الأسلوب الجديد في المواجهة، وبدأت تهاجم منذ زمن الاحتلال من خلال حملات السايبر والاختراق والاستخبارات وغيرها من الأساليب، وما عملية حد السيف الأخيرة التي أفشلت بها المقاومة عملية استخباراتية للعدو إلا ترجمة عملية لتطور صراع الأدمغة للمقامة أمام الهندسة المجتمعية للعدو.