الأمن المجتمعي

كي نكبح جماح المخابرات الصهيونية في تجنيد العملاء

المجد –

حمــل المؤتمــر الصحفي قبل ســاعات لكتائب القســام حــول نتائج التحقيق بعملية “حد الســيف”، عن تســلل القوة الإسرائيلية الخاصة لقطاع غزة، الكثير من الاستخلاصات الأمنية والاستخبارية.

ولعــل إعلان القســام عن مكافــأة المليــون دولار لــكل متعاون مع المخابــرات الإســرائيلية، يقدم معلومــات أمنية عن نشــاط القوات الخاصة، يشي بالدور الخطير الذي يلعبه العملاء بتسهيل عملها، وقد تعرضت هذه السطور في مناسبات سابقة لهذه الأهمية، وخطورتها، ومركزيتها في العمل الأمني والعسكري الإسرائيلي.

اليوم، ســنتناول الجهــود الوقائية المطلوبة من الجهات الرســمية والشــعبية للحد من ظاهرة العمالة، وكبح جماح هؤلاء العملاء، ومنع المخابرات الإســرائيلية من الاســتفادة مما يعتبرها “ثروة بشــرية” ممثلة بهؤلاء الجواسيس.

دأبت الفصائل الفلســطينية علــى تحذير العملاء مــرات ومرات كي يرتــدوا عن هــذا العمل، وإلا فإنها ســتلاحقهم، وســجلت ســنوات الانتفاضتين: الأولى 1987-1993 ،والثانية 2000-2005 ،والحروب الإســرائيلية علــى غــزة 2008-2014 ،حالات كثيرة لقتــل العملاء، وســجلت لهم أشــرطة الفيديو المصورة، يتحدثــون فيها عن كيفية ارتباطهــم بالمخابرات الإســرائيلية، وما وصل بهــم الأمر الآن إلى القتل.

وأكدت قوى المقاومة أن ما ألحقه الاحتلال بكوادرها من قتل وسفك للدماء، لم يتحقق إلا بمعاونة العملاء، فهم عيونهم الذين يدلونهم، يكشــفون لهم عن ســيارات المقاومين وبيوتهم، وكيــف يتنقلون، لكنها لن تفضح أمر من يقرر العودة لجادة الصواب، بل والعمل على دمجهم بالمجتمع.

لكــن معرفة الوســائل التــي تســتخدمها المخابرات الإســرائيلية وعملائهــا لإســقاط الفلســطينيين، أو لمراقبة النشــطاء، واختراق القوى السياسية, تكفي لتجنب الوقوع في السقوط في وحل العمالة، والوقاية منها، ما يدفع باتجاه ســرد جملة من الإجراءات السياسية والأســس القانونيــة، والجهود الأمنيــة لوضع حد لهــذه الظاهرة على الســاحة الفلســطينية، من خلال الحديث عن خطوط عامة في مكافحتهــا على العديــد من الأصعدة.

يأتــي في صدارة هذه الجهود تقليص احتكاك المخابرات الإسرائيلية بالفلســطينيين لمنــع ابتزازهــم، ومراقبــة مــن يتعرضون لذلــك، كالعمال المتجهين لأعمالهم في إســرائيل، ومن يحصلون علــى تصاريح الانتقال بين الأراضي الفلســطينية والعالم الخارجي، وإطلاعهم على الوسائل الاستخبارية بتجنيــد العمــلاء، وتحذيرهــم من الإســقاط.

وهنــاك مجال تدريــب وتأهيل المعلمين والمرشــدين التربوييــن لتوعية الطلاب والطالبــات، بالمحاضرات وحلقــات النقــاش حول عمليات الإســقاط، وكيفيــة الوقاية منهــا، فضلا عن تقديم المساعدات الاجتماعية للأسر المعدومة لحمايتهم من خطر تجنيدهم كعمــلاء اســتغلالا لضائقتهم المعيشــية.

كما أن التركيز على العميل نفســه بتذكيره بالأخطاء التي يقوم بها، وأنه يخدم عدوه الذي يقتل ويشــرد ويدمر، وسرد بعض القصص الحقيقية التي يبين فيها كيف تخلى عن العملاء، كفيلة بإيقاظ بعضهم قبل فوات الأوان، بجانب التركيز على ضمير العميل، ومحاولة تذكيره بالعار الذي ســيلحق به إذا لم يبادر بكل شــجاعة، ويتخلص من ذلك الخطأ، وتضمن له الجهات المسئولة السرية التامة.

الكاتب / د. عدنان أبو عامر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى