لماذا اغتال العدو الشهيد فتحي الشقاقي؟؟
المجد – خاص
يصادف تاريخ أمس الذكرى الـ 24 على استشهاد الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي فلسطين، الدكتور فتحي إبراهيم الشقاقي.
من مواليد مخيم رفح بقطاع غزة بتاريخ 4-1-1951م، هاجرت أسرته الي غزة عام 1948، ولد لعائلة فقيرة ونشأ في وسط عائلي محافظ، فقد كان والده الابن الوحيد لإمام القرية. فقد الشقاقي أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره ليشب بعدها يتيماً.
درس في جامعة بيرزيت بالضفة المحتلة وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام. وفي أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب، حيث التحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974.
وبعد تخرجه عمل طبيباً بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة، قاد كفاحاً مريراً ضد الاحتلال، اعتقل في فلسطين أكثر مـن مرة عام 1983 و 1986 ثم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيها.
الاغتيال
لقد أراد الكيان الصهيوني من اغتياله الدكتور فتحي الشقاقي أن يوجّه ضربة قاضية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وخصوصاً بعد سلسلة عمليات ناجحة نفذتها في الأعوام 1993 و1994 و1995 في مستوطنتي “كفار داروم” و”نتساريم”،” وبيت ليد” التي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بعد أن أسفرت عن مقتل 22 عسكرياً صهيونياً وسقوط أكثر من 108 جرحى.
رئيس حكومة الاحتلال في ذلك الوقت اسحق رابين، أمر الموساد في كانون الثاني باغتيال الشقاقي، حيث بدأ الموساد في الاستعداد لاغتيال الشقاقي، عن طريق وحدة “كيدون” المتخصصة بالخطف والاغتيالات بالموساد وعبر خلية “قيسارية” المنبثقة منها. كان الشقاقي، وقبل تنفيذ عملية بيت ليد، تحت الرقابة الصهيونية لسنوات طويلة، لذا استطاع الموساد في حينه، وبعد أوامر رابين، أن يحدد مكان الشقاقي في دمشق.
إلا أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، “أوري ساغي”، حذر من مغبة هذه العملية، معتبراً أن عملية كهذه ستؤدي إلى غضب سوري كبير.
قبل رابين توصيات ساغي، وأمر الموساد بتجهيز خطةٍ بديلة لاغتيال الشقاقي في مكان غير دمشق. وجد الموساد صعوبة في هذا الشأن إلا أنه عمل كما يريده رابين، حتى سنحت الفرصة وذلك في مدينة “سليما” بجزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 أثناء عودته من ليبيا، وكان يحمل جواز سفر ليبي باسم إبراهيم الشاويش، وتم تصفيته برصاصتين اخترقتا رأسه عن قرب من الجهة اليمنى.
ارتقى شهيدنا لكن لم يسقط لواء المقاومة ولم تخمد جذوة الثورة التي أُسست بدماء شهدائنا وفرضت واقع جديد نحو التحرير، فكانت صواريخ غزة واليوم سكاكين الضفة لتقول للعالم أن لنا وطن مسلوب وأن دماء شهدائنا عبر التاريخ لم تُنسى ولن تذهب سدى.