المخابرات والعالم

ما هي آليات الـ”سي آي إيه” الجديدة لمواجهة خطر التجسس الصيني

المجد – متابعة

قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته منتصف أغسطس/آب 2021، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدرس مقترحات لإنشاء “مركز مهام مستقل للصين”، في تصعيد لجهودها الهادفة لاكتساب رؤية أوضح عن أكبر منافس استراتيجي للولايات المتحدة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المداولات.

فمن شأن هذا الاقتراح، وهو جزء من مراجعة أوسع لقدرات الوكالة المتعلقة بالصين أجراها مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، زيادة التركيز على الصين داخل الوكالة، بعدما كانت الصين لفترة طويلة جزءاً من “مركز مهام شرق آسيا والمحيط الهادئ”.

كيانات قائمة 

يُذكر أن مراكز المهام كيانات قائمة بذاتها تستخدم الموارد من جميع أنحاء وكالة المخابرات المركزية بما يتماشى مع أولويات الوكالة. لكن تحت مظلة البيروقراطية الاستخباراتية، من شأن مركز صيني منفصل أن يُسهِّل تأمين إحصاء الموظفين والتمويل والاهتمام رفيع المستوى للأنشطة المتعلقة بالصين، وفقاً لثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين تحدثوا عن المداولات الداخلية بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

من ناحية أخرى تشمل مراكز المهام الحالية تلك الخاصة بمنطقة الشرق الأدنى ومكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب. وقالت وكالة المخابرات المركزية، في بيان: “كما قال المدير بيرنز، الصين هي إحدى أولوياته، ووكالة المخابرات المركزية تعمل على تحديد أفضل الترتيبات التي نطبقها لنعكس أهمية هذه الأولوية”.

إنشاء مركز منفصل 

من جهته علَّق ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، طلب عدم الكشف عن هويته في أثناء مناقشة مكتب عمله السابق، إنَّ كثيرين في الوكالة يرون منذ فترة طويلة، الحاجة إلى إنشاء مركز منفصل معنيّ بالصين. لكن على الأقل حتى الآن، لم يكن هناك من يرغب في الضغط على الزناد لتحقيق ذلك، حسبما أضاف المصدر.

على الرغم من أنَّ وكالة المخابرات المركزية تهدف إلى تقديم تقييمات استخباراتية مستقلة للرؤساء، فإنَّ الوكالة تتكيف لتعكس الأولويات المحددة لكل إدارة في البيت الأبيض.

ففي مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة في يوليو/تموز 2021، قال مدير الوكالة وليام بيرنز إنَّ مراجعة الوكالة الأوسع بشأن الصين تدرس أيضاً إمكانية نشر متخصصين في الشأن الصيني بمواقع حول العالم، على غرار النهج المُستخدَم لمواجهة النفوذ السوفييتي في الحرب الباردة. وتابع أنَّ الوكالة تدرس كيفية التعامل مع “المراقبة الفنية واسعة الانتشار” وغيرها من “القدرات المتقدمة جداً من جانب جهاز المخابرات الصيني”؛ مما يجعل من الصعب إجراء عمليات تجسس في الخارج.

مخاوف بسبب التجسس الصيني

تأتي المراجعة بعدما أثار كبار المسؤولين مخاوف بشأن حجم التجسس الصيني في الولايات المتحدة وطموحه. فقد صرّح كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، في العام الماضي، بأنَّ التكتيكات الصينية، من التجسس الإلكتروني إلى التهديدات ضد المواطنين الصينيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، خلقت وضعاً “يجد الأمريكيون فيه أنفسهم تحت رحمة الحزب الشيوعي الصيني”.

في سياق متصل واجهت وكالة المخابرات المركزية وغيرها من أجهزة الاستخبارات الأمريكية أسئلة حول قدراتها في جمع المعلومات بالصين. وخلص تقرير صادر عن لجنة المخابرات بمجلس النواب في سبتمبر/أيلول 2020، إلى أنَّ وكالات التجسس الأمريكية كانت تفشل في مواجهة التحديات متعددة الأوجه التي تفرضها الصين، بينما تركز بإفراط على الأهداف التقليدية مثل الإرهاب أو التهديدات العسكرية التقليدية.

لكن في الآونة الأخيرة، تعرّض مجتمع الاستخبارات أيضاً لضغوط لتقييم ما إذا كانت جائحة “كوفيد-19” ناتجة عن تسرب من معمل في مدينة ووهان الصينية. وقالت أفريل هينز، مديرة الاستخبارات الوطنية، في أبريل/نيسان: “لا يعرف مجتمع الاستخبارات بالضبط أين ومتى وكيف نُقِل فيروس كوفيد-19 في البداية”.

من ناحية أخرى رفض مسؤول في لجنة المخابرات بمجلس النواب التعليق على إمكانية إنشاء مركز المهام المعني بالصين، لكنه قال إنَّ اللجنة مسرورة، لأنَّ بيرنز بدأ مراجعة كيفية توجيه موارد وكالة المخابرات المركزية تجاه الصين، وأعرب عن تطلعه إلى تحقيق نتائج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى