نقاط فشل وسلسلة تحديات أمام الرئيس الـــ(22) لأركان الجيش الصهيوني
المجد – خاص
باشر الجنرال “أفيف كوخافي” مهامه كرئيس لهيئة أركان الجيش الصهيوني، وهو الرئيس رقم 22 لأركان الجيش خلفاً للجنيرال “غادي آيزنكوت” والذي شغل المنصب منذ 2014م.
كوخافي الذي كان قائداً للاستخبارات العسكرية الصهيونية وقائداً للمنطقة الشمالية، كان قد قاد فرقة غزة في أصعب مراحلها، فمنذ 13 عاماً، أي خلال فترة الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، كان كوخافي قائداً لفرقة غزة في الجيش، هذا جعله يواجه واقعاً جديداً.
أمام هذا الواقع الجديد، فشل كوخافي بالتعامل مع المشهد، فبعد أقل من عام على الانسحاب من غزة، أسرت المقاومة الجندي في فرقة غزة “جلعاد شاليط” في عملية من داخل موقع كرم أبو سالم العسكري.
بدأ كوخافي بالتخطيط مع قادة الجيش لشن عملية عسكرية يستعيد خلالها الجندي “شاليط”، فبدأ عملية “أمطار الصيف” والتي فشلت في تحقيق أهدافها، ما عرّضه للإقالة من قيادة الفرقة.
أمام نقاط الفشل التي مُني بها “كوخافي” خلال عمله في الجيش، يبرز السؤال الأهم بعد تعيينه رئيساً للأركان: ما هي التحديات التي تنتظر هذا القائد الجديد للجيش؟
لعلّها هي ذات التحدّيات التي تواجه الكيان الصهيوني بشكل عام، فهناك العديد من الملفات المعقّدة، وهي على النحو الآتي:
- المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة: صحيح أن الجيش يتعامل مع الضفة المحتلة بسياسات مختلفة عما يتعامل به مع غزة، لكن بشكل عام تشكّل المقاومة تحدياً لأي رئيس أركان.
كوخافي قاد عملية فاشلة في غزة عام 2006، وشارك في عمليات السور الواقي في الضفة المحتلة 2002، هذا يعطي دلائل أن الرجل قد يحسن قراءة ملف المقاومة الفلسطينية، لكن المقاومة قد تضاعف تطورها خلال العقدين الأخيرين بشكل متسارع وصادم للاحتلال. - المقاومة في لبنان: والتي هي الأخرى باتت تشكل تطوراً كبيراً من خلال حصولها على أقوى التقنيات العسكرية والصواريخ نتيجة وصول أحدثها من إيران، “كوخافي” قد يكون له سياسة في التعامل مع المشهد، لكن في الأرجح أنه سيستمر بنفس السياسة التي نفّذها “إيزنكوت” قبله، والتي تتمثل في غارات جوية على طرق الإمداد للمقاومة في لبنان
- الملف الإيراني: هو ملف باعث للقلق في كل المستويات الصهيونية، لكن التعامل معه لا يكون بشكل منفرد، بمعنى أنه يخضع للتحالفات الدولية مع الكيان الصهيوني، ولا يستطيع الكيان أن يقوم بأي خطوة تجاه هذا الملف بدون تنسيق كامل مع الولايات المتحدة.
- جهوزية الجيش: أشارت التقارير الأمنية إلى ضعف عام في جهوزية الجيش الصهيوني، لذلك فإن إعادة بناء الجيش وتأهيله يعتبر تحدٍ كبير أمام القائد الجديد.
- التوازن بين الجبهات: يدرك الجيش الصهيوني أنه يقاتل على عدد من الجبهات، في الشمال في سوريا ولبنان ضد التموضع الإيراني، وفي الجنوب ضد المقاومة في غزة، وفي الوسط ضد المقاومة في الضفة المحتلة وعملياتها..
أمام هذه الجبهات يبرز التحدي الأهم أمام القائد الجديد، كيف يبقي جيشه في حالة استنفار دائم دون أن تندلع أي حرب في أي جبهة.
على كل حال فإن كوخافي قد بدأ منصبه وسط ظروف أمنية معقدة وعلى كل الجبهات، لذلك سيقوم بإعادة ترتيب أوراق المؤسسة العسكرية، وهذا سيأخذ منه وقتاً قد يمتد لعام كامل وفق مراقبين، وهذا ما يقلل فرص قيام الجيش بأي عملية عسكرية خلال الفترة الراهنة، لكن الاحتمالات تبقى مفتوحة على موجات من التصعيد تحدث بين الفينة والأخرى لتثبيت قواعد الاشتباك.