الأمن المجتمعي

هكذا تؤثر الإشاعات على الأفراد والمجتمع

خاص المجد – 

منذ أول التاريخ عُرفت الإشاعة وأخذت تتطور وتتبلور حسب العصر الذي رُوجت فيه، إلى أن وصلت إلى ذروتها مع احتدام الصراع في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فأصبحت الإشاعة علما قائماً بذاته يتم تدريسه في الكليات الجامعية والأمنية على حد سواء.

ومما لا شك فيه أننا اليوم في زمن السرعة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي نتعرض يوميا لكم هائل من المعلومات والأخبار، التي أغلبنا لا يتفقد صحة مصدرها ولا يكلف نفسه عناء ذلك، فيمكن القول إننا في خضم بحر لجي يصعب الخروج منه.

وتؤثر الإشاعات على المجتمعات بشكل كبير مما يؤثر على نفسيتهم وبخطوات بطيئة وثابتة يصاب الأفراد بنوع من الإحباط مما يؤثر على إنتاجيتهم بشكل مباشر وتباطؤ في حركة النمو بشكل غير مباشر. ومن تلك التأثيرات السلبية:

أولاً: ‪تستنزف الإشاعات المجتمعات على صعيد الفكر واستنفاذ الخطط الاحتياطية على مستوى الفرد والمجتمع.

ثانياً: ‪تعمل الإشاعات على خلق مشكلات استناداً على الوهم والتهويل مما يؤدي إلى التأثير سلبياً على التوقعات المستقبلية، إذ يجب أن نتوقع الأفضل ونهيئ للأسوأ.

ثالثاً: ‪تساهم الإشاعات في خلق المشكلات النفسية وضرب المجتمع المستهدف ومحاولة ابتزازه إما عن طريق تصدير الراحة المطلقة أو الخطر المطلق.

رابعاً: بطريقة غير مباشرة تعمل الإشاعات على المساس بالأمن الوطني لأنها إن كانت سلبيه أو إيجابيه فهي تعمل على خلق حالة فوضى والبلبلة في المجتمع.

– ‪خامساً: أيضا تعمل الإشاعات على رفع مستوى الشك بمدى مصداقية وموثوقية الجهات المختصة وأصحاب القرار لأن الإشاعات دائماً ما تعمل على نشر الذعر والرعب في نفوس المواطنين والأجانب المقيمين في الدولة نفسها.

سادساً: ‪وبشكل تلقائي تعمل الإشاعات على صرف النظر عن كيفية الحلول للمشكلات الرئيسية في أي دولة وتستنزف المجتمع والدولة والمقيمين بها.

تجعل الإشاعات من الرأي العام رأياً مضللاً وقوةً ضاغطةً تفرض هيمنتها على الحكومة وصانعي القرار فيها باعتبارها قوة اجتماعية لها وقعها فيما يُشرع من قوانين وأحكام، ممّا يؤدّي إلى العجلة إقرار بعض القوانين أو التمهل للتراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزيف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق‪.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى