يا أهل القدس.. لا تبرحوا جبل الرماة!
(مدونة المجد)
بعد ليلة حامية الوطيس.. انتهت جولة من جولات الصراع في المسجد الأقصى والقدس بين الحق والباطل، بين جنود الله وجنود الشيطان، لكن المعركة لم تنتهي، وهي مستمرة وفي أوج ذروتها وصولاً ليوم 28 رمضان الذي يهدد فيه الصهاينة بأكبر اقتحام للمسجد الأقصى.
وهناك دعوات ومطالبات بأن يبقى الحشد والرباط للدفاع عن الأقصى حتى صباح يوم العيد، كي لا يستغل العدو فراغ ساحات المسجد الأقصى ويوعز لقطعان مستوطنيه باقتحامه وتدنيسه هذه المرة بالآلاف، في محاولة منهم لتزييف الحاضر والتاريخ والايحاء بأحقيتهم فيه!
يا أبطال القدس ومرابطيها وثوارها.. لا تبرحوا جبل الرماة، حتى لايُؤتى الأقصى بطعنة غادرة في ظهره..
فالصراع اشتد، وثباتكم امتد، وسيفكم أقوى وأحد، ولم يبقى الا القليل لنعلن علو كعبنا على رقاب عدونا..
أمامنا أيامٌ عزيزة غالية يجب أن نكسر بها غطرسة العدو بحشدنا وثباتنا وفدائنا للقدس والأقصى، حتى يعلم العدو أن قدسنا دونها الدماء والأشلاء.
الضفة المحتلة هي الساحة الأقرب والأشد تأثيراً والأكثر إيلاماً للعدو، لذلك يجب أن تتحرك نصرةً للمسجد الأقصى والمرابطين في القدس، ولا يليق بها أن تبقى أسيرة تحت أغلال وسياط الاحتلال، فغزة حاضرة متأهبة متجهّزة لنصرتكم واسنادكم، لكن لتعلموا جيداً أن المعركة معركتكم في المقام الأول، أنتم رأس حربتها وخط هجومها وقلبها، وغزة جناحيها وخط دفاعها، فأروا الله منكم خيراً..
خلاصة القول: لا يمكن أن نحقق أهدافنا ونكسر شوكة عدونا إن تحركت ساحة وخمدت أخرى، فالقدس جوهر القضية، والضفة عمقها الاستراتيجي، وغزة سلاحها الرادع وذراعها الضارب، ولا يمكن للذراع أن يُثخن ويُؤلم إن ضعف القلب، فالتكامل والانسجام بين الساحات هو واجب المرحلة.
✍ الكاتب/ أحمد قنّيطة