✍️ الجماهير العربية ترفض التطبيع مع كيان العدو حتى في مونديال قطر
بقلم: أ. نائل عبد الهادي
(مدونة المجد)
يأتي مونديال قطر 2022 ليؤكد عدة حقائق سياسية ووطنية متعلقة بنظرة الشعوب العربية ورؤيتها “لكيان العدو الإسرائيلي”، ويكشف عن حقيقة عدم تقبلهم للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب.
فمنذ بداية المونديال شاهدنا عشرات الفيديوهات القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لمشجعين مع عدة بلدان عربية، يرفضون إجراء مقابلات مع القنوات العبرية، وعندما يعرفون أن الصحفي الذي يحاورهم من “إسرائيل”، إما أنهم يرفضون الاستمرار بالمقابلة، أو تكون لهم ردة فعل معاكسة، ويبدأون بشكل تلقائي بالهتاف لفلسطين.
وفي سياق متصل، شاهدنا عدة تقارير على وسائل إعلام العدو، لصحافيين يشكون من سوء معاملة الجماهير العربية لهم، وعدم تقبلهم كونهم من كيان العدو “إسرائيل”، فهذا سائق سيارة الأجرة يرفض أن يوصلهم، وذاك صاحب المطعم يطردهم من المطعم، وحارس يسحب هواتفهم ويحذف الصور التي التقطوها، وشرطي يقوم بإلقاء علم الكيان في القمامة، وغيرها من الأحداث، ما يشير صراحةً إلى ما أعرب عنه “الصحافيون الإسرائيليون” أنهم منبوذون ويعانون من موجة كراهية شديدة، فهم أشخاص غير مرغوب بهم في قطر، ولا عند غالبية المشجعين العرب الذين جاؤوا لتشجع منتخباتهم والمنتخبات التي يحبونها في فعاليات كأس العالم.
تأتي الكراهية الشديدة والنبذ العام الذي تعرض له ليس لصحفيي العدو فقط، بل كل من قال إنه من الكيان، وجاءت مع محاولات كثيرة وضخمة من إعلام العدو ومن مراسليه الذين كان جل همهم ليس تشويه الدولة المضيفة وعاداتها وتقاليدها، بل أيضاً استفزاز من يقابلونهم من العرب والمسلمين بشعارات التطبيع الإجبارية، منطلقين من نظرة استعلائية تحمل رسالة بفرض “إسرائيل” على حياة المسلمين والعرب بالقوة مهما تعددت أشكالها وألوانها وحتى لو كانت مع تحطيم كل أسس العمل الإعلامي والصحفي المتعارف عليه.
النظرة الجماهيرية العفوية تؤكد عدة حقائق سياسية أساسية، وهي:
- أولاً: أن الجماهير العربية ترفض هذا الكيان جملةً وتفصيلاً، وترفض حتى التطبيع اللحظي السريع مع هذا الكيان، من خلال رفضها لإجراء المقابلة معهم.
- ثانياً: أن غالبية الجماهير العربية، تحافظ على مشاعرها القومية الحقيقة تجاه القضية الفلسطينية، كقضية محورية ذات بعد ديني وسياسي جوهري، بل وأهم مركب بالقيم الدينية والسياسية لدى غالبية الجماهير العربية.
- ثالثاً: تجسد هذه الحالة المذكورة، حقيقة الرفض الشعبي العام لدى شعوب الدول العربية، لتقبل هذا الكيان، كونه كيان غاصب محتل، يقوم على قتل إخوانهم الفلسطينيين، ومصادرة أراضيهم، وقمع حقوقهم القومية والدينية.
- وأخيراً: ما حدث في قطر مع المستوطنين الذين ذهبوا لمشاهدة فعاليات المونديال ومع الصحفيين يؤكد انهيار الصورة المزيفة التي صدرها نتنياهو ومن قبله قادة الكيان بأن فلسطين أصبحت في آخر اهتمامات العرب والمسلمين وأن التطبيع يعكس حالة الشعوب العربية والإسلامية، بقبول “إسرائيل”، كما يشير إلى أن ذاكرة الشعوب ليست ذاكرة سمكية يمكن أن تلتقط طعم صور لقاءات المطبعين وتنسى صور والمجازر والمذابح والتشريد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود من قبل كيان العدو.
هذا الكيان الذي بات يعتقد متوهماً أن الدول العربية، أصبحت تتقبله بعد اتفاقيات التطبيع، وبات من السهل عليهم تجاهل مركزية القضية الفلسطينية، وجعلها على هوامش جدول الأعمال، والتخطي عنها، للوصول إلى بقية الشعوب العربية.
ذاتها الشعوب التي لطمت وجه صحافييه بأعلام فلسطين وبهتافات “فيفا فلسطين” “تحيا فلسطين” لتقول له وللعالم أن الكيان الاستيطاني المغتصب لن يكون له وجود على الأرض في يوم من الأيام كما لم يكن له وجود حتى بالقبول في نفوسهم ووجدانهم.