مدونة المجد

✍️ اذهبوا إلى شعبكم في جبهة واحدة غاياتها التحرير وسبيلها المقاومة ليرضى عنكم

بقلم: عبد الله العقاد

(مدونة المجد)

فأي استراتيجية تقدم الوسيلة على الهدف هي مشلولة عاجزة، فالواجب أن يقدم ما واجبه التقديم؛ لأنه سيكون حاكماً لما بعده وما بعده محكوماً له، فالأول تحرير الأوطان بمواجهة الاحتلال، وعلى هذه القاعدة يتم بناء جبهة وطنية واحدة وموحدة لكل قطاعات الشعب الفلسطيني، وفق برنامج عمل وطني مشترك.

أما الحديث عن الوحدة واستعادتها، وكأنها هدف بذاتها ولذاتها، فظاهر هذا جميل، ولكنه خلط مقصود أو مجهول لإبقائنا ندور في ذات الحلقة الفارغة أو المفرغة.

ولمن يبكي اللبن المسكوب، ولو قلنا له لو كان ثمن الوحدة المطلوب هو تجريم النضال الوطني، وسحب سلاح المقاومة، والاعتراف بقرارات إدانتك كمقاومة، وإلزامك بواجب خيانة التنسيق الأمني، وليس هذا افتراضي بل ما هو مطلوب صراحة وتصريحاً، هل سنبقى نتشدق بوحدة تريدنا جواسيس بغطاء وطني؟

ما كان مطروحاً وطنياً بناء جبهة وطنية جامعة تلتقي في الهدف (التحرير)، وفي السبيل (المقاومة- الثورة)، فهل في هذا ما يخيف وطني حر، أم نبقى أسرى توجسات، وارتهان اعتبارات موهومة؟!

وفي هذه الجبهة تحللوا من ألوانكم، ووضعوا الحقيقة نصبكم، ثم فكروا جميعاً في تحقيق الغايات الوطنية عبر عناوين المقاومة الجامعة، وقد تلقّاها شعبنا بالقبول، وانخرط فيها بصدق.

ثم، ماذا لو بقيت بقية مُصرّة على مخالفة الاجماع الوطني، واحتكمت لفرض نشوزها بقوة الاحتلال والسلاح؟ هل يمكن الإجابة بصراحة أم ستبقى حالة المراوغة والعبارات المزينة في سوق التداول لتجد مكاناً وسطاً بين نقيضين لا يمكن أن يحدث غير السفسطة المستمرة…؟!

المشكلة، أن هناك من أصبح ندوباً ولا يريد الانصياع لحركة التاريخ الحتمية، ويرفض كل عرض، وثم يطرح عروضاً لا يفهم منها غير المزايدة، وإثارة حالة من الاشتباك الداخلي بفزاعات غير منطقية، يطرح نفسه قاضياً نزيهاً وخصومته فيها شريفة، لأنه يخرج من أن يكون طرفاً فيها.

نأمل أن تتركوا فرصة لشعبنا ومقاومته الحية حتى تصحح المسار، وتحرك المياه الآسنة لتكون طاهرة ومطهرة.

فالصمت أحياناً عبادة واجبة، حين يصبح الكلام لغواً بلا فائدة !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى