(مدونة المجد)
وقد تأكد العدو أنه فشل في أن تذهب المقاومة بردة فعل انفعالية، وهنا، أخذت المقاومة نفساً عميقاً، صمتت، وهيّـأت وتهيأت لرد جوابي مكافئ، ومضاد في الاتجاه، وكان لها ما أرادت بما أدارت.
فضربت المقاومة باسم رب العالمين، صليات صاروخية متتالية إلى حين إصدار البيان العملياتي، كما هو نهج مدارس العمليات الحربية إن أرادت بيان ما قامت به، وإلا احتفظت عن البيان بالصمت، وكلا الأمرين له دلالته.
وبعد البيان، كان رأي والرأي المخالف لا يفسد وداً، ولكن يُعارض بما يصوبه ويقومه ويجعله في خدمة بوصلة الهدف العملياتي، وكل ذلك بما يراعي ضرورات الميدان وأحكامه، ولا سيما عندما تكون المواجهة قائمة، والمقاتلون في الميدان.
وهذا ما تجلت به المقاومة، وهي تدير لقاءها مع العدو، وهو ما أغاظ العدو، فأخرج أبواقه النتنة محاولاً شق الصف أو خلخلته لعله ينال ما فشل به بغدره !
ولكن المقاومة بوعيها وتوعيتها حاصرت هذا التوجه العدواني، وبالكظم حيناً والكتم أحياناً ورد جميل ممن حفظه كثيراً.
وهنا يمكن أن نقول إن مقاومتنا بكل أذرعها أصبحت بمكان أمين، وهي ترعى ود بعضها، وتراعي وداد ما يوجبه الميدان من رجاله، ويفرضه من أحكامه.
حفظ الله رجال الغرفة المشتركة، وأبطال فصائل المقاومة الفلسطينية جميعاً وفرادى، فالميدان مشرعاً أبوابه لجهد كل مخلص وجهاده.