(مدونة المجد)
يتم تقديم جهاز الموساد الصهيوني كرأس الحربة الأمنية للكيان الصهيوني على جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” وجهاز الأمن العام “الشاباك” المتخصص بالقطاع الأمني الداخلي في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيي الداخل المحتل، حيث يتابع الموساد جميع الأهداف الأمنية والحيوية على جغرافيا الكرة الأرضية، ما وصلت يديه إلى ذلك؛ فيستهدف بأذرعه العملياتية الهدف بإحباط مُركز للخطر في موضعه وعدم انتقاله إلى الشكل الذي قد يهدد الكيان الصهيوني ومصالحه بالضرر والتعطيل.
ومن المهمات الرئيسية للجهاز متابعة “الخطر الإيراني” الذي تصدر المشهد في السنوات الأخيرة بعد انتشار الميليشيات الشيعية على الأرض السورية، ودخول “حزب الله اللبناني” إلى معركة النظام السوري ضد الثورة القائمة في البلاد منذ عام(2011م)، والامتداد الميليشياتي في “الساحة العراقية” وسيطرتها على مفاصل الدولة كما التحالف الإيراني الحوثي في جنوب الجزيرة العربية، ودعم إيران لفصائل المقاومة الفلسطينية في -قطاع غزة- في مقاومتها المتصاعدة للكيان الصهيوني، والأهم تصوير البرنامج النووي ووصوله إلى مراحل متقدمة.
وعليه يُعتبر اليوم الخطر الإيراني بأشكاله وامتداداته السابقة الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني والمؤكد بشكل مباشر على استقراره، ومحاولة توسعه في المنطقة العربية عبر التطبيع والتحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الدول العربية، هذا وقد اكتسب جهاز الموساد الصهيوني من خلال متابعاته واستهدافاته لإيران ومحورها الأفضلية والصمت العملياتي في جولات عدة، كان الفضل في نجاحها لنيل المعلومات الاستخباراتية التي يوفرها الموساد بشكل أساسي وجهاز “أمان” الرئيس العسكري للفساد في ذلك، ويعتمد جهاز الموساد إلى حد كبير في الحصول على المعلومات الاستخباراتية على عدة مصادر منها لا على الحصر:
1. اليهود الإيرانيين وأقربائهم الذين ما زالوا يعيشون في إيران ومنهم يهود أصفهان.
2. حركات المعارضة الإيرانية كحركة “مجاهدي خلق”، ومقرها الرئيس في أوروبا، والتنظيم الكردي الإيراني في الشمال الغربي من إيران.
3. المجموعات الشبابية التنويرية أو الإصلاحية في الداخل الإيراني.
4. القواعد والمحطات الأمنية الاستخباراتية التقنية في كردستان “العراق” وفي أذربيجان ومؤخرًا في بعض دول الخليج العربي.
5. تنظيم العملاء من داخل المنظومة الأمنية والسياسية الإيرانية كمصادر مهمة للمعلومات الذهبية التي ساهمت في استهداف شخصيات ومواقع إيرانية مهمة خلال المرحلة الماضية.
ومما سبق وحتى تبقى الفعاليات الأمنية الصهيونية متقدمة بخطوات على الإيرانيين؛ فلقد قام “جهاز الموساد” مؤخراً بإعادة – تموضع داخلي- للشخصيات التي ستقود المواجهة المفتوحة مع الإيرانيين خلال المرحلة القادمة وتبقي الفعاليات الأمنية في مستوى حيوي متقدم، وعليه قام الجهاز و لأول مرة منذ إنشاءه على تنصيب ضابطتين رفيعتي المستوى برئاسة “التشكيل الإيراني في الموساد” ورئاسة “هيئة الاستخبارات الميدانية” واللذان ستنقلان مواجهة التهديدات الأمنية الإيرانية إلى “طهران”، هذا وبشكل غير معهود على الجهاز الأكثر سرية في الكيان الصهيوني يكشف عن طبيعة بعض التغييرات في تشكيلات وفروع مهمة وذات أهمية بالغة داخل الجهاز في هذه المرحلة الحساسة والمتقدمة في الحرب المفتوحة مع “إيران” بحق التوضيح الذي قدمه الجهاز حول هذه التحولات النادرة في إدارة بعض المراكز المتقدمة والأكثر حيوية والمرتبطة في المساواة بين الجنسين في القيادة والسيطرة وأن الضابطتين تقومان بمهمتهما على أفضل وجه بالخبرة الكبيرة لديهما في هذا المجال.
وتشكل النساء(40%) من عناصر الجهاز الأمني الأكثر سطوة في الكيان الصهيوني، ومن المهمات الموكلة للضابطتين في مواقعهما المتقدمة “متابعة البرنامج النووي الإيراني” وتعطيل تقدم البرنامج لما يشكل من خطر وجودي على الكيان في حال وصوله “للقنبلة النووية” ومحاربة المجموعات الميدانية الإيرانية التي تؤثر على الكيان الصهيوني بشكل من الأشكال ومتابعة التطبيع مع العالم العربي كون المنطلق في ذلك هو “أمني” قبل كل شيء، وأيضاً سيتم متابعة المعلومات الاستخباراتية في كل عملية يقوم بها الموساد والتنسيق مع الجيش الصهيوني ولهذا الهدف الاستخباراتي والعسكري لإدارة المعلومات والعمليات الميدانية والأهم وضع الاستراتيجيات لمواجهة المخاطر والتحديات الإيرانية، وبحسب محللين فإن التقييم الأولي لطبيعة وخصوصية الضابطتين فإن التقدير يقود إلى تشخيصهما إلى الجيل اليهودي الإيراني الثاني الذي ولد في الكيان الصهيوني وتم العمل على صياغته بما يتناسب مع الإيمان والبعث اليهودي الصهيوني، كما أنهم يمتلكون ملامح اللغة وأدبيات إيران ومفاصل الدولة والشعب وترتيباتهما عدا عن سهولة تقمص الروح والسياق الإيراني الذي يحول إلى الغوص في مفهومات السياق الاجتماعي والثقافي والديني الإيراني؛ مما يؤدي إلى فهم المعادلات المؤكدة والمعقدة وكيفية مواجهتها ومحاربتها؛ لذلك وفي الإطار الذي يقوم به الجهاز الموساد لإعادة تموضع تنظيمه بما يسمح له كشف العدو والتقدم عليه، يبقى السؤال مفتوح حول محور المقاومة والفعاليات المضادة لذلك وقد تكون المشابهة له وإمكانية مواصلة التطور الأمني والصهيوني والوقوف لوجهه ومحاربته.
الأسير الكاتب/ إسلام حسن حامد 8/9/2022م