مدونة المجد

✍️ اَلْمُقَاوَمَــة تَتَعَـافَى .. وَالْمُحْتَــلّ يَتَهَـاوَى

بقلم: أ. رجائي الكركي

(مدونة المجد)

حينما سُئل الحاخام اليهودي “يسرائيل ويس”، عضو جماعة (اليهود المتحدون ضد الصهيونية)، ماذا عن انتهاء وجود إسرائيل كدولة ؟! كما يردد بعض اليهود، أجاب: ” لست نبياً، لكن نعلم أن الله رحيم، ونأمل أن ينتهي الأمر بالتأكيد، لأنه ضد الإله، ونأمل أن يحقق الله نهاية أفضل”، ومضى قائلاً: “الصهيونية هي أساس وجذر المشكلة، وإذا عالجنا ذلك من خلال إزالة الصهيونية، فسيحل السلام، وسيكون العالم قادرا على العيش بسلام وأمان”.

حينما يتحدث أصحاب الفتاوى اليهودية بهذه اللغة يدركون بأن قطار المشروع الصهيوني المغتصب لفلسطين، بدأ يتراجع للخلف، والطموح الكبير بدأ بالضمور.

في هذه الأوقات رجال المقاومة في الضفة الغربية يسطّرون حرب استنزاف، ألهمتهم الإبداع في مهارة “الكر والفر”، والتي لم تتحملها منظومة أمن الاحتلال الإسرائيلي، رغم وجود قوات نخبة تمتلك مهارات عالية من القتال، إلاّ انها عجزت عن الوقوف أمام المقاوم الأسطورة عدي التميمي، فقاتل وجهًا لوجه، وتحدّى ظروف المحتل الأمنيّة ، حتى عاد لجولة قتالٍ أخرى واستشهد.

ان رجال المقاومة مع كل عملية اقتحام لمدن الضفة الغربية، ومع ارتقاء للشهداء تنهض من جديد لتزداد شراسة وبسالة، ولتسجل عملية فدائية جديدة مع نتائج مؤلمة في خاصرة المحتل.

وفق مسؤولين وخبراء المحتل الإسرائيلي، تشير ان وسائل المقاومة الفلسطينية رغم ضعفها أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية المتطورة، فإنها استطاعت “زعزعة الأمن الإسرائيلي”، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم بشكل فردي، وهذا “يشكل صعوبة لدى أجهزة الامن الإسرائيلية بمراقبة كل شاب فلسطيني”.

يذكر التاريخ أنه في سبتمبر من عام 2015 قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، برئاسة بنيامين نتنياهو إعطاء تفويضاً لجنود الاحتلال بإطلاق النار على الفلسطينيين في حال تعرضوا للخطر من راشقي الحجارة، انقضت سنوات على ذاك التفويض وسقطت معه سياسات الردع، بل وتطورت أساليب الشعب الفلسطيني وانتقل للقتال من مسافة صفر.

في مقابلة رئيس الأركان الجنرال احتياط “غادي أيزنكوت” على القناة12 العبرية قال: “الواقع اليوم أكثر خطورة مما كان في 2015 إضافة إلى ضعف كبير جداً للسلطة الفلسطينية والأجهزة وصعود قوة حماس بشكل لافت والذي ينعكس في أعمال شغب في شمال الضفة، نرى ذلك في جنين ونابلس وفي أماكن أخرى، التوتر حول القدس قائم دائم خاصة بالحرم القدسي ويوجد هنا خطر للانزلاق لأحداث أشد عنفاً”، ويضيف قائلاً: “الشيء الذي يجب عمله الآن هو المحاربة ضد الإرهاب وضد القنابل الموقوتة وبالمقابل عدم ارتكاب أخطاء والفصل بين السكان والإرهاب، مواصلة السماح بالعمل للفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات، البقاء على اتصال دائم مع الأجهزة الفلسطينية وفوق كل ذلك مسؤولية الأمن هي على الجيش الإسرائيلي والشاباك، في هذا الواقع، لا يوجد للجيش والشاباك إمكانية أخرى سوى الدخول إلى الأماكن التي يوجد بها قنابل موقوتة وإحباط الإرهاب وإلا سيكون الواقع لا يطاق في مناطق الضفة ومن خارج مناطق الضفة إلى المدن في إسرائيل”.

كلّما اشتدت المقاومة، لجأ المحتل للقتل والحصار، وهذه دلالة على أن ضربات المقاومة كشفت سوءته التي طالما تفاخر بها أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى