مدونة المجد

✍️ حين لا تكون إلا ”المعركة”؛ فاستعد لها !

بقلم: عبدالله العقاد

(مدونة المجد)

تشعر وكأنه على غير سابقة هذا الذي بدأ يسوده الإعلام العبري في صحائفه عن ضرورة المعركة مع غزة، وأنه لا بد من المواجهة التي أصبحت في تقديرهم حتمية؛ وذلك لاستعادة ردعية الكيان المتداعية، وهو يحشد مبررات المعركة وضرورتها بل وإلزاميتها، وها هو يهيئ العمل لمتطلباتها داخلياً بالعمل الجاد لتأجيل قضايا الخلاف الداخلي إذا لم تفلح جهود الجمع بين فرقائهم.

ومما يجدون لهذا ضرورة تشكيل شبكة أمان في الكنيست للحكومة إذا ما اتخذت قرار المواجهة أو الذهاب للمواجهة بحكومة موسعة، بما يعرفونه بـ”حكومة وحدة وطنية”.

وقد أخذ الحديث عن المعركة مستوى متقدم جدًّا من النقاش عندهم، حيث بلغ مرحلة نقاش في كيفية بدء المعركة، هل يستدرجون المقاومة لفعل…؟ ثم يكون الرد بطريقة تكسر قواعد الاشتباك القائمة باستهدافات تقود لعملية عسكرية موسعة، وبهذا يضمنوا شرعية الحرب من منظور الدولي.

أو أن يذهبوا لاستهداف قيادات كبيرة بضربات متزامنة ومتلاحقة، وبها يبدأون المعركة، وبهذا يضمنوا المباغتة بالضربة الأولى التي يرون أنها تفقد (العدو) المقاومة المبادأة والقدرة على الاتزان.

فالأمر عندهم في دائرة الاستعداد والتجهيز، وقد أصبح استحقاقاً في تقديراتهم لن يجد منه بداً رئيس حكومة الائتلاف الحاكم بنيامين نتنياهو، وإن كان سيئاً له هذا الخيار، لكنه مدرك أن تهربه منه ليس بأقل سوءاً.

فمسيرة ما تُسمى بالأعلام قد تكون مدخل تفجِّر الأحداث وتداعياتها، بين إصرار المقاومة على تحديها أو تحديد وعددها ومسارها، وبين عناد الاحتلال لإنفاذها بأقصى ما يمكن من الاستفزاز؛ ليجعلها مبرر لما يريد.

وقد لا ينتظر الاحتلال ذلك، إذا ترجح خيار المبادأة، وتم حسم الجدل داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية “كيفية بدء المعركة”.

أما في المقابل، والحديث هنا عن الشعب ومقاومته الباسلة، فالمقاومة أصبحت في حالة تحدي الوجود أمام تطرف الكيان الصهيوني إلى الحد الذي لا يمكن معه تحمل سياسات حكومته التي وضعت في سلم أولوياتها تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بما يعرف بـ (التقسيم الزماني والمكاني) الذي وضع موضع التنفيذ الفعلي، وكذلك التحرش بفلسطيني الداخل وتهديد وهويتهم القومية، وإغراق المجتمع العربي في الجريمة المنظمة، والحال أسوأ بما تتعرض له الضفة المحتلة من عدوان مستمر، واقتحامات متواصلة، وغزة ليست بمعزل عن كل هذا، وقد أصبحت رأس الحربة في المواجهة، وهي المتهمة بالتحريض على الثورة، وأكثر من ذلك.

حقيقة، إنه واقع يفرض المعركة على كلينا، فالاحتلال لم يحتمل تآكل ردعيته إلى الحد الذي يكفَّه عن تعاظم جرائمه ضدنا واستمرارها، هذا عندما نأخذ في الاعتبار أن الجريمة مركب أساسي في وجوده كاحتلال قائم بالقهر والتسلط ..

والشعب الفلسطيني ومقاومته في المقابل لن يحتملوا مزيد ما تُقدم عليه هذه الحكومة الصهيونية الفاشية من استهداف الفلسطيني في مقدساته وهويته ووجوده على أرضه بالحصار والاعتقال والقتل والهدم والتهويد والتهجير.

وأمام هذا الاصطفاف الحدي والحتمي لن يكون حديثاً أعلى من المعركة، ولن يكون وسطاً في الموقف بين نقيضين أصبح كل منهما يلغي الآخر، فالمقاومة أمام استحقاق أهدافها بالحرية والتحرير والعودة، والاحتلال بلغ من فرط القوة والتطرف غطرسة لم يحتمل وجود الفلسطيني على أرضه بالاعتبار الوطني.

إخواني أخواتي، إن هذه المعركة تفرض نفسها كحتمية واقعية وإن نتيجتها هي التاريخ الذي سيكتب دورة حضارية لأمة غيبوها حين شتتوها أقطاراً متنازعة (سايكس بيكو)، وأنشأوا هذا الكيان في قلبها (وعد بلفور)، فاستعدوا لما هو قادم، فليس من ملجأ ولا منجى من العدو إلا أن تواجهه بقوة، ولا تأخذنا بالإجرام رأفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى