مدونة المجد

✍️ خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ

بقلم: أ. مصطفى الصواف

(مدونة المجد)

للتو انتهيت من قراءة هذا الكتاب (خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ) الصادر عن مركز الزيتونة للكاتب البطل حسن سلامة صاحب عمليات الثأر المقدس والتي انتقم منها من الاحتلال ردا على اغتيال الشهيد يحيى عياش وردا تلى إجرام الاحتلال المغتصب للأرض المرتكب للجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني المقاوم البطل الذي لقن الاحتلال درسا لن ينساه ابدا هو و رفاقه المجاهدون من كتائب القسام والذين لا يزالون يلقنون العدو دروسا سيكون نهايتها تحرير فلسطين وكنس الاحتلال رغم كل العقبات والمعيقات.

البطل حسن سلامة والمحكوم عليه من قبل الاحتلال ثمانية وأربعين مؤبدا وزيادة ثلاثين عاما أي ما يعادل ألفا ومائة و خمسة وسبعين عاما تحدث في كتابه عن حياة البرزخ التي اطلقها على حياة العزل التي عاشها ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما زار فيها كل اقسام العزل داخل المعتقلات الصهيونية والتي لا تصلح للعيش الآدمي بكل اشكاله وأدناها ، ولكن كان بطلا يملك الإرادة والقوة رغم كل ما فيها من ألم وكان على اتصال مع الله الذي زوده بالقوة والصبر في مقابر الاحياء والتي قطع فيها عن التواصل مع العالم الخارجي إلا من أيام او لحظات عاشها مع اخوة كثر ولكن غالب الأيام التي عاشها في العزل كان وحيدا .

حسن سلامة سرد كل الأيام الخمسة آلاف في البرزخ بشكل مبدع واجاد فيها الوصف رغم الألم واظهر إرادة التحدي والتصدي لكل قمع الاحتلال وجبروته.

البطل سلامة لم يكتب رواية أدبية ومسرحية هزلية ، ولكن كان حكواتيا أجاد السرد لتلك الأيام وما فيها وما عليها ، أجاد في كل معنى كلمة أجاد عشتها مع سرده وتصورت ما سرد بكل تفاصيله وكأني أعيش معه تلك الأيام من دقة وصفه وعباراته السلسة الدقيقة والتي كانت تحمل المعاناة وتصدى لها بقوة وصنع من خلالها حياة محفوفة بالأمل بقرب الافراج رغم عناد المحتل وتعامله بهدف كسر معنوياته وإرادته ولكن كان اكبر من زنازين العزل ومن عالم البرزخ الذي أراد منه الاحتلال بقصد وتعمد من خلال معاملته وتعامله الوحشي سواء كان عند إدخاله الزنازين او عند عزله خلال تنقله الى المحاكم.

حياة اقرب للموت ولكن صنع منها حياة وعالم اخر قهر به الاحتلال.

لم تخل تلك الأيام التي عاشها بطلنا حسن سلامة من لحظات فرح وذلك فيما تحدث به عن لحظة حديث البطلة أحلام التميمي في رسالتها له عبر المحامي تؤكد له أنها ستختار له شريكة حياته من البطلة الأسيرة غفران زامل قصة فيها الكثير من العبر والامل والسعادة ولكن شابها بعض التردد ليس حبا ولكن خشية ان يقع ظلما على اخت كريمة في مقتبل العمر وكيف يقبل ان ترتبط معه وهو المحكوم بكل تلك السنوات ولكن لن يغيب عنه الامل بالتحرر على ايدي إخوانه من كتائب القسام والمقاومة في صفقة جديدة بعد تعنت الاحتلال واصراره على عدم إدراجه ضمن صفقة وفاء الاحرار الأولى ولكن يبقى الامل فبصفقة وفاء الاحرار الثانية والتي نأمل أن تكون قريبا.

نقول كما قال البطل حسن سلامة في ختام كتابه الممتع والذي وضعنا في تفاصيل تلك الأيام والسنوات في العزل ، فكما انتهى العزل سينتهي الاعتقال ، ويسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا.. وبإذن الله سيكون قريبا الافراج في صفقة وفاء احرار جديدة ننتظرها وينتظرها شعبنا ومعتقلونا في القريب العاجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى