لازلنا مع الأسف ننساق خلف روايات منقوصة ومعلومات مشوهة وفيها يكون حديثنا دربا من الخيال أو خبطا عشوائيا ، وهذا في حادثة الحريق المؤلم الذي حدث لآل أبو ريا الكرام نسأل الله لهم الرحمة.
يا كرام لم يمض على الحادث إلا ساعات قليلة والجهد متواصل من كل الجهات الحكومية والحقوقية ولم ينقطع، ولدى الداخلية من الخبراء الكثر ومن الخبرات أيضا ما هو أكثر مما يتصوره البعض.
يا كرام المسألة ليست سهلة خاصة في غياب الشهود الحقيقيين من داخل الحدث فهم جميعا رحلوا إلى ربهم والنيران أكلت الأخضر واليابس والأمور تحتاج إلى جهد مضاعف في البحث فيما تبقى من أدلة، ومع الأسف نحن نمارس نوعا من التضليل والتشويش على مجريات التحقيق بحجة حرية رأي، في هكذا مسائل لا يوجد حرية رأي كون الحديث لا يجري للتعبير عن حرية الرأي في الغالب بل يمثل كما قلنا حرف مسارات التحقيق ووضع عقبات امام الخبراء والمختصين والذين لا نشك بقدراتهم ومعرفتهم.
الأخوة الكرام المصاب جلل ولا يحتاج إلى هذا الكم من الاحاديث المتناقضة والكثيرة والمبنية على الهوى وبعيدا عن المعلومات الحقيقية، وهناك كما تعلمون من يتصيد هنا وهناك من خلال الاسترسال في الحديث بقصد أو بغير قصد ولم يعط نفسه مهلة ويصمت ويتفحص ويتحدث بما يجعل كلامه دعما ومعينا للمحققين والباحثين عن الحقيقة بعد ان فقدت كثيرا من خيوطها ولكن بعون الله سيصلون للحقيقة والتي ربما تشكل للجميع صدمة مما ستصل له النتائج، لذلك يا كرام ساعدوا لجان التحقيق والمحققين الذين يبذلون جهدا كبيرا للوصول للحقيقية حتى لو اختلفنا معهم بأي شكل من الاختلاف لما نسعى جميعا للوصول إلى وضع الناس والرأي العام في نتائج التحقيقات وما تتوصل إليه لجان التحقيق خاصة أن التحقيق لن يفيد من قضوا في الحريق جميعا ولكن يهمنا نحن أهل قطاع غزة ان تكون الصورة واضحة ومعرفة حقيقة ما جرى أولا لأخذ الحيطة والحذر، ثانيا لنطمئن على مجريات الأمور والجهد المبذول، وبعد ذلك يمكن الحديث كونه سيكون مبنيا على معلومة حقيقية ستعلنها لجان التحقيق.
صبرا جميلا والله المستعان ولن تمض إلا ساعات قليلة حتى تكون الحقيقة بين أيدنا من مصادرها التي جمعتها بشق الانفس وبجهد مضن.
