مدونة المجد

✍️ عملية القدس البطولية وتسليح كل “إسرائيلي”

بقلم: د. غسان الشامي

(مدونة المجد)

جاءت عملية القدس البطولية لتلقن حكومة ( نتيناهو – بن غفير) درسا قاسيا وتفشل حسابات الخطوط الحمراء لديهم، وتفشل مخططات مواصلة القتل وجرائم الإرهاب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، خاصة بعد اقتحام سلطات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين الخميس الماضي وارتكاب مجزرة أدت إلى سقوط عشرة شهداء وعدد من المصابين بجراح خطيرة؛ هذا عوضا عن الجرائم اليومية التي يرتكبها الجنود الصهاينة على مرأى ومسمع العالم، والدعم الكبير من نتنياهو وبن غفير لمواصلة القتل وسفك الدم الفلسطيني، ومواصلة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى ومواصلة أعمال التهويد وبناء المزيد من الثكنات الاستيطانية، فضلا عن القرارات الاجرامية التي تعمل حكومة ( نتيناهو – بن غفير) على إقرارها أبرزها اعدام الأسرى الفلسطينيين وغيرها من قرارات ضم الضفة المحتلة، وشرعنة البؤر الاستيطانية وزيادة الدعم المالي لبرامج التهويد والاستيطان.

لقد جاءت عملية القدس البطولية التي أدت إلى مقتل ثمانية من الصهاينة واصابة آخرين صهاينة- كرد أولي مزلزل على اقتحام سلطات الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين؛ هذه العملية مثل ضربة قاسمة للأمن الكيان المهترئ وللحكومة الصهيونية التي أصبح مسؤوليها في حالة من الجنون الهستيري وفي فضح عورة الكيان وعورة حكومة اليمين المتطرف التي تضع على رأس أولوياتها القضاء على الشعب الفلسطيني ومواصلة جرائم التهويد والاستيطان واستباحة المقدسات.

ولم يكن البيت الأبيض بمعزل عن الحدث وعن العملية البطولية؛ حيث أكد الرئيس الأمريكي ( بايدن) لنتنياهو على أمن وسلامة الكيان الصهيوني؛ وسارع للاطمئنان على الصهاينة ولملمة الجراحات للمسؤولين في الكيان؛ وكعادتها أمريكا أوعزت بالجاهزية الكبيرة وتقديم كل الدعم والمساندة لجيش الاحتلال لمواجهة هذه العمليات؛ خاصة أن هذه العملية البطولية ليست بعيدة عن المناورات الأمريكية – الإسرائيلية لمواجهة المخاطر العسكرية على الكيان؛ (خاصة النووي الإيراني )؛ وربما هذه العمليات البطولية تشكل الخطر الأكبر على الكيان أكثر من أي خطر خارجي يواجهه الكيان.

إن عملية القدس البطولية التي نفذها الشهيد المغوار خيري علقم، أذاقت الكيان العلقم والمرارة، وأفشلت حساباتهم في مواصلة جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وبحق قدسنا وأقصانا؛ بل جاءت الرد السريع على جريمة اقتحام مخيم البطولة والفداء مخيم جنيين .

إن عملية القدس البطولية جعلت من وزير الأمن الصهيوني ( بن غفير ) يعيش حالة من الجنون والهلوسات عندما يعلن أنه سيعمل على تغير سياسة حمل السلاح في الكيان الصهيوني، ويفرض على كل إسرائيلي أن يكون لديه سلاح على مدار الساعة؛ مثل هذه الأفكار التي تسيطر على عقلية ( بن غفير) وعقلية ( ننتياهو) تؤكد على حجم الازمات الأمنية التي تواجه الكيان الصهيوني رغم ترسانة السلاح والذخيرة التي يمتلكها الكيان الصهيوني إلا أن الصهاينة يعيشون في منظمة وسلسلة متوالية من الخوف والرعب من المقاوم الفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق وصاحب التاريخ؛ لذا فإن هذه العملية تقض مضاجع الصهاينة وتمثل على المدى القريب والبعيد تهديد مباشر للصهاينة وتهزم الروح النفسية لهم وتجعلون في خوف ودائم ورعب دائم وغضب على الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين الصهاينة الذين فشلوا في تحقيق الأمن والأمان لهم .

إن عملية القدس البطولية فرض تحديات كبيرة أمام حكومة ( نتنياهو – بن غفير) في فرض وقائع جديدة على الأرض في الضفة المحتلة والقدس؛ بل سيعمل الصهاينة على تشديد القبضة الأمنية والعسكرية على القدس وأحيائها، كما ستتعرض باحات القدس للاقتحامات المتزايدة وسط زيادة أعداد قوات الحراسات التي تقتحم المسجد الأقصى بصورة يومية؛ وستعمل سلطات الاحتلال على التشديد على أهل القدس والمرابطين، بل ستواصل حملات الاعتقال والمطاردة والابعاد بحق أهل القدس على اثر هذه العملية- هذه الإجراءات الاحتلالية وغيرها تستهدف إرضاء الجمهور الإسرائيلي على أداء الحكومة في أيامها الأولى.

أمام هذه الإجراءات والجرائم الإسرائيلية التي ستتزايد على الفلسطينيين في القدس والضفة المحتلة، لن تبقى المقاومة مكتوفة الأيدي بل ولن يسمح الشباب الثائر للصهاينة بالقتل وسفك الدماء، وسيردون الصاع صاعين؛ وسيبقون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني في كافة الساحات والميادين دفاعا عن أرضنا وشعبنا وتسديد الضربات للعدو الغاشم؛ وسيولد من رحم فلسطين ألف ألف خيري يذيق العدو الصهيوني علقم الدنيا رعبا وفتكا وتحديا له وفي مواجهة جرائمه المتواصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى