مدونة المجد

✍️ مسيرة الأعلام بين الأوهام الخادعة والجحيم الحقيقي

بقلم: محمد مصطفى شاهين

(مدونة المجد)

تعيش مدينة القدس تحديات خطيرة في ظل الانتهاكات الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك والتي تعد استمرار لمشروع التهويد ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني من خلال الاقتحامات المستمرة للمستوطنين، ولكن أمام ذلك كله تكون الكلمة الحقيقية في مواجهة أباطيل زيف الرواية الصهيونية هي كلمة البندقية وخيار المقاومة الذي برز في معركة سيف القدس دفاعًا عن المسجد الأقصى ولازالت المقاومة متمسكة بخيار الدفاع عن أشرف وأقدس قضية لدينا وهنا أذكر ما نشره اللواء الصهيوني  متقاعد “إيال بن رؤوفين” في  صحيفة  “معاريف” أن مسيرة الأعلام في القدس من شأنها خلق وضع تستطيع الجماعات المسلحة استخدامه لتعبئة الروح المعنوية من الخارج والداخل، إنه شيء يمكن أن يجلب حماس وحزب الله  وعرب الداخل المحتل.

و أمام هذه المعطيات يبقى المسجد الأقصى يواجه مرحلة حرجة جدًا، نتيجة لانتهاكات الاحتلال الصهيوني، حيث يسعى الاحتلال لفرض سيطرته وتغيير واقع المسجد الأقصى المبارك ومن هنا حرص الشعب الفلسطيني على الدفاع عن هذه البقعة المقدسة، ويتصدون لمحاولات الاحتلال التي تستهدف تغيير الواقع الإسلامي للمسجد الأقصى من خلال الدعوات المستمرة للرباط فيه كما وتشكلت معادلة جهادية في الساحات والجبهات المعادية للإرهاب الصهيوني سواء فلسطينياً في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني المحتل ووصولاً لمحور المقاومة الذي أكد على أن القدس ذروة سنام الأيديولوجية الجهادية التي يتبناها محور المقاومة.

وفي ظل هذه الأحداث الخطيرة من دعوة جماعات الهيكل وتبجح الحكومة الصهيونية وقيادتها بأن مسيرة الأعلام ستستمر في مسيرها نحو المسجد الأقصى وهنا تتحمل الأمتان العربية والإسلامية مسؤولية كبيرة في الدفاع عن المسجد الأقصى ومنع تغيير واقعه الإسلامي، حيث يجب أن تكون هناك تحركات فعلية وإجراءات تجاه الاحتلال الصهيوني للحفاظ على المسجد الأقصى وحرمته.

لقد ثبت لدى شعبنا في امتداد مسيرته الجهادية أن معركة ثأر الأحرار شكلت انتصاراً للدم على السيف وأن المواجهة مع الاحتلال الصهيوني مفتوحة حتى تحرير فلسطين ومن هنا فإن خيار البندقية والمقاومة سيحقق مراميه وستنجح مساعيه بصدق الأوفياء ودماء العظماء التي شكلت أيقونة لمرحلة الدفاع عن المسجد الأقصى وهو ما تخشاه الدوائر الأمنية الصهيونية وكشفه الإعلام العبري حيث قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الأجهزة الأمنية داخل دولة الاحتلال تستعد لعدة سيناريوهات من الاضطرابات ومحاولة القيام بها. واندلاع الهجمات وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ونشر الجيش الصهيوني أيضاً منظومة القبة الحديدية في القدس المحتلة، تخوفا من احتمالية إطلاق صواريخ على المدينة أثناء مسيرة الأعلام.

وعلى ضوء ذلك، يجب على أهلنا في الضفة والداخل المحتل والقدس أن يتحدوا ويقفوا صفًا واحدًا في مواجهة مسيرة الأعلام الصهيونية، ويدرك الجميع الخطر الذي يمر به المسجد الأقصى وأهميته الدينية والثقافية، وفضح محاولات الاحتلال تغيير التركيب الديمغرافي في منطقة القدس بشكل عام.

كما هو معلوم فإن هناك تواطؤ من الإعلام الغربي واللوبي الصهيوني برسم وشايات وأباطيل عن حقيقة الصراع على أرض فلسطين ومن هنا يجب أن تكون هناك المزيد التوعية والإحاطة بالحقائق المتعلقة بالتهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وشعبنا هناك، كما ولا بد من دعم الفعاليات والحملات التي تسعى لحماية المسجد الأقصى رسمياً وشعبياً عربيا وإسلامياً لكشف زيف ذرائع الاحتلال ومستوطنيه وإرهابهم المستمر وهنا أستذكر قول المفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد “إذا كذب الساسة وانخدع المسوسون لم تكذب الجغرافية ولم ينخدع التاريخ”، وكأنه يتكلم عن ازدواجية المعايير التي يتبناها الساسة الغربيين والتي نلاحظها اليوم حين التحدث عن الصراع في أوكرانيا أما الاحتلال الإجرامي الصهيوني المستمر منذ ما يزيد عن 75عامًا يسود صمت مطبق عليه في شطط عن الحق ورعونة ووحشية يكشفها الصمت الدولي عن الاستيطان ومسيرة الأعلام.

في النهاية، تتطلب حماية حرمة المسجد الأقصى التحرك بطرق فعالة وقوية، لدعم حق شعبنا والحفاظ على القدس والاستجابة لصرخات المسجد الأقصى بإجراءات عملية لإنقاذ هذه المكانة المحورية، ولازال سيف القدس مشرعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى