(3) رؤساء أركان أرادوا تغيير سياسة الجيش الصهيوني .. فما هي النتيجة؟
المجد – خاص
على مدار سنوات، اعتمد جيش الاحتلال الصهيوني على سياسات عنيفة ودموية من قبيل الحملات العسكرية والاجتياحات والاغتيالات ضد قادة المقاومة والعناصر الفاعلة.
لكن الجيش استدرك أن هذه الوسائل تؤجج الرأي العام العالمي ضده وبات يحرجه في المؤسسات الدولية وأمام الجمهور الصهيوني، سيّما بعدما خسر في جل معاركه ضد المقاومة في فلسطين المئات من القتلى والجرحى، بالإضافة للأسرى، أي أن الاحتلال قد دفع ثمن جرائمه.
أمام هذه الخسائر في الجنود والآليات والسمعة، بات رؤساء هيئة الأركان المتوالين يبحثون عن سياسات أكثر تأثيراً، وأقل تكلفة، باتوا لا يريدون دفع الثمن خصوصاً بعد تطور المقاومة بشكل مضاعف.
قام آخر (3) رؤساء أركان للجيش الصهيوني بإجراء تغييرات جوهرية في سياسة الجيش، فبدأ رئيس الأركان “غابي أشكنازي” سياسة العمليات العسكرية المفتوحة لمواجهة التهديدات الأمنية المحيطة بالكيان الصهيوني، وبدأ سياسته بتنفيذ عملية “الشتاء الساخن” و “الرصاص المصبوب” في عام 2008م.
ثم جاء إلى المنصب “بيني غانتس” والذي أردا هو الآخر تغيير سياسة الجيش بتطبيق خطة “تيفين” والتي تجسدت في تطوير بنية الجيش الصهيوني وتعزيز القوات البرية فيه، وتدريب العناصر البشرية وزيادة الموازنة.
وبرر “غانتس” اعتماد الخطة، بأنها تستخلص العبر من أخطاء الجيش السابقة في إشارة إلى سياسة “أشكنازي”، لكن”غانتس” بالرغم من خطته، استمر في سياسة تنفيذ العمليات الشاملة، حيث خاض حملتين ضد غزة في عامي 2012م، 2014م، وكلتا الحملتين باءتا بالفشل.
بعد عدم مقدرة الرئيسين على تنفيذ سياسات تجلب الأمن لكيان المستوطنين، وصل إلى منصب رئاسة أركان الجيش “غادي إيزنكوت”، والذي شرع بتنفيذ سياسة جديدة، وتتمثل في إدخال جيشه بتدريبات ومناورات، وقضم قدرات المقاومة من خلال جولات تصعيد مختلفة ومسيطر عليها.
انتهت فترة “ايزنكوت” لكن الجيش الصهيوني بات لا يستطيع مواجهة المقاومة، ففي غزة لا تزال المقاومة بكل أشكالها ترهق الاحتلال، وفي الضفة والقدس لا يستطيع الاحتلال ضبط الميدان بسبب العمليات الفردية والمقاومة الشعبية في القدس، وفي لبنان وصلت أنفاق “حزب الله” إلى أسفل مستوطنات العدو، الذي تفاجأ وشن عملية “درع الشمال”.
الخلاصة أن سياسات قادة أركان جيش العدو الصهيوني كلها باءت بالفشل، وبات الجيش اليوم لا يستطيع مواجهة “بالونات حارقة” ولا عمليات “دهس” .. وهذا باعتراف قادته.