(4) خيارات أمام أي حكومة صهيونية للتعامل مع غزة
المجد – خاص
أظهرت نتائج الانتخابات في الكيان الصهيوني أن الحزبين الرئيسين (الليكود وأزرق أبيض) قد حصلا على نسبة متقاربة، ما يعني أن الحزبين قد فازا، وأن أحدهما سوف سيكلف بتشكيل الحكومة.
الحكومة المقبلة للكيان الصهيوني لن تكون حكومة مستقرة؛ لأنها مكونة من ائتلاف منوع يضم أغلب أحزاب الخارطة السياسية في الكيان، ولأنها ستواجه تحديات كبيرة ذات طابع يهدد أمن وسلامة المستوطنين.
من ضمن هذه التحديات، التحدي الأبرز في مواجهة مقاومة الفلسطينيين في غزة، بعد عام على مسيرات العودة تخللها 10 جولات من التصعيد في قطاع غزة، وبعد أكثر من (3) عمليات عسكرية واسعة خلال السنوات الماضية.
يرى المراقبون للمشهد الصهيوني أن أمام الحكومة الصهيونية القادمة أربعة خيارات للتعامل مع غزة، وهذه الخيارات هي:
- تشديد الحصار/ قد تلجأ الحكومة الصهيونية لتشديد الحصار على قطاع غزة، ما يعني تجويع قرابة مليوني إنسان في ظل انهيار في منظومة الحياة الآدمية، لكن القيادة الصهيونية تدرك خطورة تشديد الحصار على الفلسطينيين في غزة؛ لأن هذا التشديد سيكون دافعاً للمقاومة بتفجير الأوضاع وتسديد ضربات للكيان.
- البقاء على نفس الحالة/ حيث المراوغة والتنصل من المسؤولية عن فك الحصار، وهذا أيضاً خطير؛ لأنه سيتسبب بجولات من التصعيد وزيادة الضغط الشعبي الفلسطيني على مستوطني “غلاف غزة”، ما يعني انعدام الأمن في مستوطنات جنوب الكيان.
- عملية عسكرية شاملة/ هذا الخيار مطروح أمام قيادة العدو الصهيوني، لكنه أيضاً بالغ الخطورة، إذ أن دخول الجيش في عملية عسكرية في غزة سيحوّل كل المدن المحتلة إلى ساحة حرب حقيقية، وهذا ما لا يريده قادة الكيان.
- دولة في غزة/ يحاول الكيان الصهيوني التماهي مع ما بات يعرف بـــ “صفقة القرن”، والتي تقضي بإيجاد تسوية سياسية للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة في غزة وتوسيعها في شمال سيناء، وهذا خيار خطير سيؤدي لتصعيد المقاومة ضد الصهاينة.
الخيارات كلها خطيرة، وحساسة للغاية، وقد حاولت حكومة “نتنياهو” السابقة تطبيق بعضها في غزة، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً.
حيث شددت الحصار وتفاجأت بمسيرات العودة، وحاولت المراوغة في التفاهمات فلاقت تصعيداً من قبل المقاومة أدى لإسقاط قادة سياسيين مثل “ليبرمان”، ولوّح “نتنياهو” مؤخراً بتنفيذ عملية واسعة لكنه فشل أمام المقاومة، ويقوم العدو بين الفينة والأخرى بنشر تفاصيل عن “دولة غزة” لكن لن يستطيع تطبيق ذلك لوعي الفلسطينيين بجميع المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.