عين على العدو

الأمن هو المستهدف !

من هو المستهدف في عملية التفجير على شاطئ بحر غزة ؟! سؤال تردد كثيراً على ألسنة الناس خاصة في قطاع غزة ، هذا التفجير الإجرامي الذي أدى إلى ارتقاء خمسة من مجاهدي كتائب القسام وطفلة صغيرة إلى جانب العديد من الإصابات في صفوف المواطنين الآمنين .


 


قد يكون القائد عمّار مصبح ورفاقه هم المستهدفون من هذا التفجير ، ربما وهذا الأمر غير مستبعد على الإطلاق خاصة أن الجميع يعلم مدى سعي الصهاينة وعملائهم أكثر من مرة لتصفية القائد “عمار” كان آخرها محاولة اختطافه الفاشلة من منزله في حي الشجاعية قبل عدة أشهر .


 


ولكنني أرى أن الهدف الرئيس من هذا التفجير وما سبقه من تفجيرات أخرى شملت العديد من مناطق غزة هو ضرب الأمن والأمان الذي تحقق أخيراً في قطاع غزة والذي ينبئ بسيطرة حماس على قطاع غزة والقضاء على الفلتان الأمني الذي عانى منه الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية منذ قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994م .


 


فلم يرق للبعض أنْ يرى الحياة في غزة تسير نحو الأفضل خاصة بعد فتح ولو جزء يسير من معابر غزة وبدء دخول بعض المواد التي مُنعت سابقاً كالأسمنت والحديد وبعض المواد الأخرى مع وعود بإدخال مواد أخرى قد تساعد في عودة الاستقرار والهدوء للقطاع والتخفيف من هول الحصار الظالم المفروض على غزة منذ أن أعلن الشعب الفلسطيني رفضه لكل برامج الخيانة والعمالة وتمسكه بخيار المقاومة الباسلة .


 


فمنذ أنْ أبرمت حماس اتفاق التهدئة مع الاحتلال الصهيوني قبل شهر أو يزيد والمحاولات العبثية من قبل بعض الفصائل المدعومة من حركة فتح لإفشال هذه التهدئة لا تتوقف ، فكانت عمليات إطلاق عدد قليل من الصواريخ – بدون رأس متفجر- وقذائف الهاون على معابر قطاع غزة ، ليس بهدف المقاومة كم يُروّج إعلامياً بل من أجل قتل أي فرصة لفرض الأمن والأمان في مهدها .


 


وهذه المحاولات التي تقوم بها بعض الفصائل لإفشال مشروع التهدئة قابلها محاولات صهيونية أيضاً ترنو إلى تحقيق نفس الهدف ، فكانت عمليات الاغتيال لبعض المقاومين في الضفة ، وإغلاق المعابر أكثر من مرة في محاولة لاستفزاز البعض لخرق هذه التهدئة .


 


والحرب الإعلامية من الجانبين في رام الله وتل أبيب سعت جاهدة من أجل تصوير هذه التهدئة بأنها “هشّة” وستسقط في القريب العاجل ، فكانت المزايدات على حماس تخرج من مقر المقاطعة يومياً ، وأنّ حماس قد كرّست الانقسام بقبولها التهدئة في غزة فقط ! وبات بعض “الأوسلويين” يتحدث عبر الإعلام وكأنه أحد قادة المقاومة !.


 


ولكن كل هذه المحاولات فشلت في تحقيق أهدافها وصمدت التهدئة وبدأت حماس في فرض سيطرتها أكثر وأكثر وتم استثمار فترة الهدوء هذه في إعادة ترتيب الصفوف من جديد واستيعاب مجموعات أخرى للعمل المقاوم ، إلى جانب حالة الأمن والاستقرار “نوعاً ما” التي بدأت تسود القطاع تدريجياً ، فكانت هذه الأمور بمثابة المفاجأة التي أذهلت الكثيرين حينما علموا وأيقنوا أنّ المستفيد الأكبر من هذه التهدئة هي حماس وحكومتها في غزة والخاسر الأكبر هو الاحتلال ، وكما قال الكاتب الصهيوني “آري شبيط” في صحيفة هآرتس الصهيونية :”حماس تفرض على إسرائيل تهدئة تزيد من قوتها الإستراتيجية ” ، لذلك كان لزاماً على أعداء حماس سواء في تل أبيب أو مقاطعة رام الله أنْ يلجئوا إلى أساليب أخرى لضرب أمن غزة .فكانت هذه التفجيرات الإجرامية والتي أدت إلى حالة من عدم الاستقرار ، سبقتها تصريحات إعلامية تدّعي أنّ هناك صراعات داخلية في حماس وذلك للتغطية على هذه الجرائم البشعة . وذلك بعد تلويح حكومة فياض _ عباس في رام الله بقطع رواتب ومخصصات موظفي غزة ممن يحصلون على رواتبهم و هم جالسون في بيوتهم والذين باتوا يعبدون الدرهم والدولار “خاصة التابعين للأجهزة الأمنية الهاربة ” .


 


ولكن هذه المحاولات الجديدة لضرب الأمن في غزة وإنْ حققّت جزءاً يسيراً من أهدافها ولفترة محدودة فإنها ستفشل كما فشلت كل المحاولات السابقة وذلك يعود لأمرين هامين :


 


أولاً : يتعلق بمدى جدية الحكومة الفلسطينية في فرض القانون بالقوة على الجميع دون استثناء وعدم التهاون مع أحد مهما كان انتماؤه أو تنظيمه ، وتقديم كل من له علاقة بقتل أو محاولة قتل أو حتى تفكير بالقتل للمحاكمة العادلة وتنفيذ الأحكام الصادرة فوراً .


 


ثانياً : الأموال التي تمنح لحكومة فياض _عباس ليس لسواد عيونهما ولا من أجل الشعب الفلسطيني على الإطلاق ، بل الهدف واضح ومعلن هو القضاء على “حماس” وقوى المقاومة خاصة في الضفة ، لذلك أرى أنّ عملية واحدة تنفذ داخل الكيان الصهيوني يكون منفذوها من الضفة كفيلة بوقف إمدادات المال “المسيس” عن تلك الحكومة الضالّة ، وقد يكون منفذو الهجوم من فتح نفسها ! فهناك العديد من أبناء فتح في الضفة ما زالوا على درب المقاومة ، وتسعى حكومة فياض_عباس بقوة للقضاء عليهم ، حينها لن تبقى راية لفتح في قطاع غزة ، ولن تكون حكومة لفياض وعباس في الضفة ، وستكون الكلمة حينها للمقاومة ..فقط للمقاومة .


وتذكروا جيداً غزة في عام 1996م مقارنة بالوضع الأمني في الضفة الآن ، فدوام الحال من المحال ، فإرهاصات تطهير الضفة بدأت بالظهور !. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى