المكتبة الأمنية

مسار المنظمة الصهيونية العالمية حتى قيام الكيان الصهيوني عام 1948م

 


انتخب ديفيد ولفسون (1856-1914) خلفاً لهرتزل خلال الفترة (1905-1911) وهو من مواليد ليتوانيا، لكنه استقر في ألمانيا منذ 1881 حيث أصبح رجل أعمال ناجحاً، وقد سار على خط سلفه بالتركيز على دعم دولي للمشروع، لكنه لم يستطع أن يملأ الفراغ الذي تركه هرتزل. كما أن صعوبة الحصول رسمياً على الدعم المنشود قد أسهمت في بروز تيار “الصهيونية العملية”، والذي ظهرت بداياته منذ أيام هرتزل، والذي يركز أكثر على المبادرة العملية وبشتى الوسائل للهجرة والاستيطان في فلسطين، وبناء الحقائق على الأرض. كما ظهر حاييم وايزمن (1874-1952)، بأطروحته التوفيقية بين الصهيونية السياسية والصهيونية العملية، فدمج بين الخطين، حيث أعلن انه “يجب أن نتطلع إلى البراءة [الدعم الدولي]، لكن تطلعاتنا ستتحقق من خلال نشاطنا العملي في ارض “إسرائيل”. وسيراً في الاتجاه العملي فقد تمت الموافقة على اقتراح الصهيوني واربورج بتبني “سياسة التغلغل الاقتصادي”، المعتمد على العمل الصهيوني بصورة منظمة. وتأسيس مكتب فلسطين في يافا سنة 1908 ليتولى توجيه العمل الاستيطاني الزراعي، وأنشئت شركة تطوير أراضي فلسطين، كما بدأ إنشاء مدينة تل أبيب.


 


ويعد المؤتمر الصهيوني العاشر سنة 1911 نقطة تحول، إذ سيطر الصهيونيون العمليون على قيادة المنظمة وأجهزتها، وانتخب اوتو واربورج (1817-1937)، وهو ألماني رئيساً للمنظمة، واستمر رسمياً في رئاستها حتى عام 1921. وحتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة 1914، استفاد الصهاينة من ضعف الدولة العثمانية، وتفشي الفساد الإداري فيها، ثم من انقلاب حركة الاتحاد والترقي (الممالئة لليهود والحركة الصهيونية) على السلطان عبد الحميد سنة 1908، فهاجر إلى فلسطين خلال الفترة 1882-1914 نحو 55 ألف يهودي.


 


وقد أحدثت الحرب العالمية الأولى فوضى في الجهاز الإداري الصهيوني، حيث وجدت قيادات العمل ومؤسساته نفسها متوزعة على بلدان متحاربة، وكان مكتب قيادة الحركة الصهيونية في ألمانيا، حيث عول صهاينة وسط أوروبا على انتصارها في الحرب، واجروا مفاوضات معها، بدعوى الحصول على الدعم اليهودي والأمريكي. مقابل ضغطها على حليفتها الدولة العثمانية، لإقامة الوطن اليهودي في فلسطين. ولم تكن اللجنة التنفيذية المكونة أساساً من روس وألمان قادرة على العمل الجماعي، حيث كانت ألمانيا وروسيا دولتان متحاربتان. كما انقطعت صلة مكتب القيادة بروسيا والدولة العثمانية وباقي العالم الغربي. وتعرّض المشروع الصهيوني في فلسطين لهزة كبيرة مع ظهور دلائل متزايدة على ممالأة الصهيونية لبريطانيا وحلفائها ضد العثمانيين والألمان. ونقص عدد اليهود من 85 ألفاً سنة 1914 إلى 55 ألفاً سنة 1918.


 


وبينما فقدت قيادة المنظمة الصهيونية في ألمانيا فاعليتها، برز نجم الأستاذ الجامعي الروسي الأصل الدكتور حاييم وايزمن، الذي كان يقيم في بريطانيا، وقام بدور زعيم الأمر الواقع للمنظمة الصهيونية، ونصب مع رفاقه هناك لجنة سداسية انضم إليها اثنان من أعضاء اللجنة التنفيذية، وسعى إلى التفاوض مع بريطانيا لتبني المشروع الصهيوني مقابل دعم اليهود لها في الحرب، واستخدام نفوذهم في أمريكا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الحرب إلى جانب بريطانيا. كما برز في الوقت نفسه لويس برانديس (185-1941)، الذي قاد صهيونيي أمريكا. ومن خلال الدورين اللذين لعبهما وايزمن وبرنديس والتنسيق بينهما، نجحت المنظمة الصهيونية في استصدار وعد بلفور من بريطانيا، 2 نوفمبر 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي حظي بموافقة حلفاء بريطانيا في الحرب (الولايات المتحدة الأمريكية التي دخلت الحرب في مارس 1917، وفرنسا وإيطاليا).


 


وقد توافق الاحتلال البريطاني لفلسطين (1918-1948) تقريباً مع زعامة وايزمن الفعلية للمنظمة الصهيونية (1921-1946). وقد بدأ المشروع الصهيوني يسترد عافيته وينطلق إلى آفاق أرحب، بعد أن حصل على البراءة الدولية التي كان يحلم بها هرتزل، وبعد أن توفرت الامكانات العملية للتنفيذ باحتلال بريطانيا – التي تبنت المشروع – لفلسطين، وبسقوط الدولة العثمانية. وقامت بريطانيا بحرمان أبناء فلسطين من حقوقهم السياسية، وبسحق ثوراتهم وانتفاضاتهم، وأدمجت وعد بلفور في صك انتدابها على فلسطين، والذي أقرته عصبة الأمم سنة 1922، ليصبح التزاماً دولياً. كما فتحت بريطانيا أبواب الهجرة والاستيطان اليهودي وبناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية الصهيونية في فلسطين، وغضت الطرف عن التشكيلات العسكرية السرية لليهود، الذين أصبحوا عملياً دولة داخل دولة، وبذلك وضعت بريطانيا الكرة في الملعب الصهيوني، وأصبح الأمر يعتمد أساساً على قدرة الحركة الصهيونية على إقناع اليهود بالهجرة والاستيطان في فلسطين.


 


 ولم تفوت الحركة الصهيونية الفرصة، فقد ذهبت لجنة صهيونية برئاسة وايزمن إلى فلسطين في أبريل 1918، وشكلت جهازاً إدارياً لليهود فيها، استوعب أمور السياسة والاستيطان، والإغاثة والزراعة والتجارة والصناعة والهجرة والمالية والتعليم والعمل. وفي مؤتمر لندن في يوليو 1920، أقر تعيين وايزمن رئيساً للمنظمة وقرر إنشاء مكتب مركزي للهجرة اليهودية، كما تقرر إنشاء الصندوق التأسيسي لفلسطين (الكيريت هايسود)، المختص بشؤون الهجرة والاستيطان والتعليم وإنشاء المؤسسات والمشاريع الاقتصادية والخدمات الاجتماعية. وفي المؤتمر الصهيوني الثاني عشر في سبتمبر 1921 تحولت زعامة وايزمن إلى زعامة رسمية، وبلغ عدد أعضاء المنظمة الصهيونية 770 ألفاً.


 


وكان صك الانتداب البريطاني على فلسطين قد أشار إلى إنشاء “وكالة يهودية” تمثل اليهود بشكل عام، وقامت المنظمة الصهيونية عملياً بدور الوكالة خلال 1922-1929. لكن الحركة الصهيونية أرادت أن تلائم نفسها مع صك الانتداب، بتشكيل وكالة يهودية موسعة تمثل اليهود من صهاينة وغير صهاينة، مما يهيئ لها فرصة قبول سياسي بريطاني ودولي أفضل. وقد رأت في ذلك فرصة لتوسيع دائرة نفوذها وتمثيلها لليهود في العالم بإدخال عناصر يهودية مؤثرة (غير منتمية تنظيمياً للحركة الصهيونية) في الوكالة، مما يؤدي إلى مشاركة هؤلاء في المشروع الصهيوني، فيصبحون عملياً صهيونيين وإن لم يكونوا أعضاء عاملين في المنظمة. ثم إن ذلك سيمكنها من امتصاص أية معارضة يهودية للحركة الصهيونية، فضلاً عن تجنيد أموال أثرياء اليهود من غير الأعضاء.


 


وبالفعل، فقد تم إنشاء الوكالة اليهودية الموسعة سنة 1929 بحيث تتم مناصفة مقاعد مجلس الوكالة (السلطة العليا للوكالة) واللجنة الإدارية (تقابل المجلس العام في المنظمة الصهيونية، واللجنة التنفيذية (تقابل اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية)، بين المنظمة الصهيونية وبين اليهود غير المنتمين إليها. وقد حرصت المنظمة الصهيونية على ان تكون الوكالة أداة طيعة بيدها، عبر مجموعة من الإجراءات والقواعد التي ضمنت ذلك، فهناك مثلاً رئيس واحد للمنظمة وللوكالة، واللجنة التنفيذية للوكالة هي عملياً بيد أعضاء اللجنة التنفيذية الصهيونية. وأصبحت الإشارة إلى المنظمة الصهيونية تعني شكلياً مجموع النشاطات الصهيونية خارج فلسطين، والإشارة إلى الوكالة اليهودية تعني شكلياً مجموع النشاطات الصهيونية داخل فلسطين. ومن خلال إنشاء هذه الوكالة تم استقطاب عناصر يهودية شهيرة غير أعضاء في المنظمة، أمثال: البريطاني هربرت صمويل، والأمريكي لويس مارشال، وألبرت اينشتاين العالم الألماني الذي يحمل الجنسية الأمريكية وغيرهم. وقد كان الكثير من هؤلاء زعماء سياسيين ورجال أعمال وعلماء وأصحاب بنوك لم تمكنهم ظروفهم ومواقعهم من الانخراط في الحركة الصهيونية، كما لم يكن من السهل على الحركة استيعابهم في أطرها دون أن تتخلى قيادتها عن العديد من مواقعها لأمثال هؤلاء. ويبدو أن جل هؤلاء كانوا صهاينة قلباً وقالباً، لكن بقاءهم في مواقعهم كان استثماراً أفضل للمشروع الصهيوني. إذ إن جوهر الصهيونية هو دعم إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين، وهو ما كان يفعله هؤلاء من منتمين وغير منتمين، وقد استمرت الوكالة مظلة صهيونية وأداة من أدواتها، وتزايد التداخل والانصهار بينهما حتى أصبحا مرة ثانية مع نهاية الحرب العالمية الثانية تعبيرين لشيء واحد. وفي عام 1947 لم تعد المنظمة الصهيونية بحاجة للديكور اليهودي المتمثل بالوكالة فأصبحا عمليا شيئاً واحداً إلى أن أعيد تشكيل الوكالة سنة 1968.


 


وقد زادت عملية الهجرة والاستيطان المنظمة من قوة الجماعات اليهودية المهاجرة إلى فلسطين، وأصبح لها تأثير اكبر على المنظمة الصهيونية العالمية وتحديد سياستها وتمكن التيار العمالي اليهودي بقيادة ديفيد بن جوريون (1886-1973) من فرض نفسه وتحقيق نفوذ واسع بين يهود فلسطين، وتكرّست قوة بن جوريون ورفاقه عندما انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية في المؤتمر 18 في 1933، كما أعيد انتخابه سنة 1935 حيث أصبح قطباً مركزياً فيها، وانتخب في 1937 رئيساً للجنة التنفيذية في فلسطين.


 


وقد كانت فترة منتصف الثلاثينات فترة ذهبية للهجرة اليهودية، إذ هاجر إلى فلسطين خلال الفترة 1933- 1936 ما مجموعه 187671 يهودياً، وكان اخطر ما فيها هو نوعية المهاجرين، إذ توافقت تلك الفترة مع صعود النازية  في المانيا، وتمكن هتلر من الوصول إلى الحكم. واستفادت الحركة الصهيونية من ذلك في دفع اليهود الألمان للهجرة إلى فلسطين، وعقدت مع هتلر اتفاقية سرية لترحيل اليهود “اتفاقية هعفاراه” سنة 1933، فهاجرت أعداد كبيرة من اليهود الألمان المتميزين من رجال الأعمال والأثرياء والعلماء في شتى التخصصات مما أعطى دفعة كبيرة للمشروع الصهيوني. ولولا أن الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 أعاقت هذه الهجرة لسنوات عديدة.


 


وقد تعرّض المشروع الصهيوني في فلسطين إلى الانتكاس عندما اضطرت بريطانيا في مايو 1939، تحت ضغط الثورة الفلسطينية  إلى إصدار كتابها الأبيض، بالتعهد بالموافقة على إنشاء دولة فلسطينية خلال عشر سنوات، وتحديد الهجرة اليهودية في السنوات الخمس التالية لإصدار الكتاب الأبيض بـ 75 أ لفاً، وبمنع الهجرة بعد ذلك إلا بموافقة فلسطينية، وبوضع قيود مشددة على انتقال الأراضي لليهود.


ورغم أن يهود أوروبا عانوا كغيرهم من العرقيات والمجتمعات من السياسات الهتلرية النازية ضدهم خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945، إلا أن المشروع الصهيوني في فلسطين كان هو المستفيد الأول من ذلك، إذ إن المنظمة الصهيونية العالمية تابعت عملها بصورة فعالة، ووجدت في الاضطهاد النازي مبرراً ودافعاً قوياً للدعاية للمشروع الصهيوني في فلسطين. وتمكن من تضخيم صورة المعاناة اليهودية، وجعلها عقدة أساسية في الشعور واللاشعور الأوروبي. وربما لقي بضعة مئات من الآلاف من اليهود حتفهم نتيجة السياسات النازية، لكن الرقم تم تضخيمه إلى ستة ملايين حتى اخذ صورة “الرقم المقدس”،  الذي يتهم  ويحاكم ويسجن منكره، حتى لو كان بناء على أبحاث أكاديمية موثقة، كما حدث في فرنسا.


 


لقد لقي أكثر من 52 مليون إنسان حفتهم في هذه الحرب (التي كان أساسها صراعاً على المصالح بين القوى الأوروبية) منهم 22 مليون روسي، فلماذا تم التركيز – ولا يزال – على اليهود وحدهم باعتبارهم ضحايا الحرب؟


 


وظل السؤال الذي لم يجد جواباً: لماذا يدفع الفلسطينيون المسلمون فاتورة اضطهاد أوروبا لليهود؟ وعلى أي حال، فإن الحركة الصهيونية نقلت مركز ثقلها خلال الحرب العالمية الثانية من لندن إلى واشنطن (الولايات المتحدة الأمريكية) التي أصبحت القوة الأقدر على رعاية المشروع الصهيوني، والتي خرجت بعد الحرب العالمية كأقوى قوة بشرية في العالم.


 


وكان مؤتمر بلتيمور الصهيوني في 8 مايو 1942 العلامة ا لفارقة لنقل مركز الثقل، وتم فيه صياغة سياسة صهيونية جديدة، ركزت على إقامة الدولة اليهودية، ورفض الكتاب الأبيض لسنة 1939، وإقامة جيش يهودي، وقد وجد البريطانيون في الضغط الأمريكي عليهم لإلغاء الكتاب الأبيض فرصة للتملص من التزاماتهم تجاه الفلسطينيين،  فأعلن وزير الخارجية البريطانية بيفن في 14 نوفمبر 1945 التخلي عن الكتاب الأبيض لتفتح أبواب الهجرة مرة أخرى لليهود.


 


وعندما أعلنت بريطانيا عن عزمها مغادرة فلسطين نشطت أمريكا والاتحاد السوفييتي في الضغط على الأمم المتحدة لاتخاذ قرار بتقسيم فلسطين، فكان قرار 181 في 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية (54% من الأرض)، وعربية (45% من الأرض) و 1% منطقة دولية. وبذلك اتخذ إنشاء الكيان اليهودي الصهيوني “شرعية دولية”، وبناء عليه أعلن اليهود كيانهم “إسرائيل” في مساء 14 مايو 1948، والتي توسعت بما شنته من عدوان، وبما لقيته من دعم أمريكي روسي غربي لتشمل 77% من ارض فلسطين، ولتشرد 800 ألف فلسطيني من وطنهم. وتمكن الكيان الصهيوني من دخول عضوية الأمم المتحدة التي اشترطت عليه للموافقة على العضوية السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما تجاهله هذا الكيان طوال الفترة الماضية.


 


وقد ظل وايزمن رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية حتى سنة 1931، ثم تولى الرئاسة ناحوم سوكولوف 1931-1935، ثم عاد وايزمن للرئاسة حتى سنة 1946. وكان المؤتمر الصهيوني الـ 22 الذي انعقد في 9 ديسمبر 1946، هو آخر مؤتمر صهيوني قبل إنشاء الكيان اليهودي، وبلغ عدد أعضاء المنظمة الممثلين في المؤتمر مليونين و 159 ألفاً، مما يشير إلى درجة النفوذ الواسع التي تمتعت به المنظمة، ومع ذلك فإن المنظمة فشلت في انتخاب رئيس لها بسبب الخلافات الداخلية وخصوصاً بين بن جوريون ووايزمن، وقام المجلس الصهيوني العام بتعيين لجنة تنفيذية ائتلافية برئاسة بن جويون الذي تزايدت هيمنته الفعلية على المنظمة. وخلال هذه الفترة 1946-1956 مثل بن جوريون زعامة الأمر الواقع للمنظمة دون أن ينتخب رئيساً رسمياً لها. وأصبحت اللجنة التنفيذية التي يرأسها بن جوريون أشبه الحكومة اليهودية المؤقتة. وقام بن جوريون بنفسه بإعلان إنشاء الدولة اليهودية وأصبح أول رئيس لوزرائها، واستدعى وايزمن ليكون أول رئيس للكيان الصهيوني (وهي رئاسة فخرية غير ذات صلاحيات حقيقية).































 انتقال سريع
 الرئيسية (الملف)
 الخلفيات التاريخية والاجتماعية والسياسية لنشأة الحركة الصهيونية
 تبلور الفكر الصهيوني في الفكر والسياسة الغربية
 الوعود الغربية لليهود
 الصهيونية بين أعضاء الجماعات اليهودية
 مسار المنظمة الصهيونية العالمية حتى قيام الكيان الصهيوني عام 1948م
 الأصول الرئيسة للفكرة الصهيونية
 المراجع والمصادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى