تقارير أمنية

تفكيك المربع الأمني شرق غزة يحبط مخططاً إجرامياً سعى لزعزعة استقرار القطاع

مرتزقة تجمعوا في المكان وهربوا إلى الاحتلال عند أول مواجهة


تفكيك المربع الأمني شرق غزة يحبط مخططاً إجرامياً سعى لزعزعة استقرار القطاع


المركز الفلسطيني للإعلام


كشفت مصادر أمنية فلسطينية النقاب عن أن نجاح وزارة الداخلية الفلسطينية في تفكيك المربع الأمني شرق غزة أحبط مخططاً كبيراً كان يهدف إلى زعزعة الاستقرار في قطاع غزة وتهييج الشارع وصولاً إلى الدفع باتجاه استجلاب قوات دولية أو عربية إلى القطاع.   


 


مخطط خطير


وقالت المصادر الأمنية لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن المعطيات والمعلومات التي أدلى بها بعض المعتقلين والتي تقاطعت مع بعض المعلومات التي توفرت من مصادر خاصة، كشفت أن الحملة الأمنية التي استهدفت مربعاً أمنياً لجأ إليه الهاربون والخارجون عن القانون أحبطت مخططاً جرى الإعداد والتحضير له ميدانياً ولوجستياً وإعلامياً بحيث يتحول إلى كرة ثلج متدحرجة تنتهي بخلق فوضى عامة في قطاع غزة.


 


مربع لفلول الهاربين


وأكدت المصادر أن الحديث لا يدور عن مربع أمني لعائلة حلس إنما مربع أمني لفلول من التيار الهارب برعاية بعض الشخصيات ومراكز القوى في حركة “فتح” وبعضهم من عائلة حلس.


 


معسكر تدريب


وأوضحت المصادر أنه تم الكشف عن معسكر تدريب متكامل وعدة ورش لتصنيع المتفجرات وشبكات تحت أرضية جرى إعداده ليكون نواة صلبة لإيواء الخارجين عن القانون ومنطلقاً لتنفيذ هجمات ضد القوى الأمنية وقادة حركة حماس في قطاع غزة.


 


وذكرت المصادر أنه وانطلاًقاً من هذا المعسكر جرى التخطيط والتحضير وخرجت المتفجرات التي استخدمت في مجزرة شاطئ غزة والتي خلفت ستة شهداء بينهم خمسة من مجاهدي “كتائب القسام”.


 


قائمة المشتبهين وكسب الوقت


وقالت المصادر الأمنية إن التحقيقات المكثفة والمتابعة الحثيثة التي قامت بها أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية إلى جانب جهاز الأمن في حركة حماس قادت لتحديد قائمة من المشتبهين تضم 20 شخصاً بالضلوع في التخطيط والتحضير وإعداد المتفجرات وتنفيذ المجزرة المدوية.


 


وذكرت أن التحريات التي جرت قادت إلى المربع الأمني الذي يستغل عائلة حلس ويستخدمها كدروع بشرية في أي مواجهة مرتقبة ووصلت معلومات مؤكدة عن تواجد المشتبهين وفي مناطق محددة.


 


وتابعت المصادر أنه وفور توفر هذه المعطيات جرى التواصل مع العديد من شخصيات عائلة حلس وبعض القوى الفلسطينية والوجهاء من أجل تسليم المتورطين والمشبوهين وجرت مفاوضات حثيثة تم خلالها تقليص قائمة المطلوبين إلى 11 شخصاً حيث ذهبت بعض الوعودات بتسليمهم أدراج الرياح قبل أن يتبين، كما تأكد ذلك وفق المصادر لاحقاً من الاعترافات، أن القائمين على المربع الأمني استغلوا أيام المفاوضات لاستجلاب العديد من فلول التيار الخياني الهارب من مناطق مختلفة ومن المجموعات التي تم تشكليها لمواجهة حماس حيث جرى تجميع ما يتراوح ما بين 100- 150 شخص من خارج المنطقة وخارج عائلة حلس لقتال الشرطة.


 


دعم هائل


وذكرت المصادر أن المنفلتين الذين كانوا يتلقون دعماً هائلاً بمئات آلاف الدولارات كهبات ومساعدات ورواتب للمرتزقة ولتغطية ثمن التجهيزات والمتفجرات التي يجري إعدادها محلياً أو يتم شراءها وإحضارها من الخارج ومن الكيان الصهيوني تحضيراً لاستخدامها في زعزعة الأمن في قطاع غزة.


 


وبحسب المصادر؛ فإن جزء كبيراً من التفجيرات التي وقعت في قطاع غزة كانت منطلقة من هذا لمربع الأمني الذي أوى إليه زكي السكني (تم اعتقاله خلال الحملة الأمنية) الذي كان يعد المتفجرات ويوزعها على شبكات إجرامية جرى تشكيلها تحت إغراء المال وتهديد قطع الراتب في أرجاء القطاع.


 


خطة بديلة


وتوضح المصادر أنه وبعد انكشاف دور هذا المربع الأمني؛ وضع القائمون عليه خطة بالتعاون مع قادة التيار الهارب على أعلى المستويات وكان التصور أن المقاتلين الذين تم تجميعهم يمكن أن يقاتلوا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام على أقل تقدير يكونوا خلالها أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف الشرطة وعناصر حركة حماس.


 


تكامل الأدوار


وذكرت المصادر أنه من أجل تحقيق هذا الهدف قام المنفلتون بزرع عشرات العبوات الناسفة متعددة الأصناف والأشكال وتلغيم بنايات ونشر قناصة وإدارة معركة كان جزء منها ميداني عسكري وجزء آخر إعلامي تحريضي لإثارة المشاعر وتهييج الشارع وتبدى ذلك في الحملة المفتوحة التي بدأت مبكراً في فضائية السلطة المسامة “فلسطين” بمساعدة الفضائيات الصديقة والتي تتبنى النهج نفسه مثل قناة “العربية” الفضائية التي أنيط بها دور كبير في هذا المجال وفق المخطط الذي تم الكشف عنه من واقع الوثائق والتحقيقات التي جرت مع المعتقلين، فضلاً عن در الصحف اليومية التابعة لسلطة فتح “الحياة الجديدة” و”الأيام” و”القدس” وعشرات المواقع الإخبارية.


 


المواجهة العسكرية


وتابعت المصادر إن المخطط كان يقضي بالقتال خلال الأيام الأربعة الأولى مع إيقاع خسائر كبيرة سواء في صفوف “حماس” والشرطة أو الناس المدنيين عبر القصف العشوائي بقذائف الهاون والصواريخ التي كان يفترض أن يتم تكثيفها لولا إخماد نيرانها من قبل قوات الأمن التي نفذت الحملة.


 


حرب إعلامية


وأشارت المصادر إلى أن الحملة الإعلامية المرافقة للتصعيد كانت تستهدف تهييج الشارع في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج ودفع الدول العربية وقادتها على التحرك من أجل حماية سكان القطاع مما كانت ستسميه الخطة مجازر حماس.


 


وذكرت أن الخطة كانت تتضمن تحضيرات لإطلاق مسيرات تأخذ في البداية الطابع السلمي وتسند إلى النساء والتي كان سيشرف عليها فصائل منظمة التحرير التابعة لحركة فتح تحت حجة رفع الصوت ضد قمع حماس.


 


وأكدت المصادر أن نجاح الأجهزة الأمنية في تنفيذ خطة اقتحام وسيطرة محكمة وخلال ساعات محدودة ساهم في إحباط هذا المخطط الإجرامي الكبير.


 


أغلب الفارين ليس من عائلة حلس!


وأشارت المصادر إلى أن فرار العشرات (ما يقارب المائتين) إلى الاحتلال الصهيوني يكشف تورطها في جرائم بغزة، مؤكدة أن الذين هربوا غالبيتهم ليس من عائلة حلس كما حاولت بعض وسائل الإعلام أن تصور الأمر بل هم من عائلات متعددة وأنهم من الفلول التي تجمعت على مدار أيام لقتال الحكومة وحماس في غزة.


 


لهذه الأسباب نجحت الخطة


وعزت المصادر نجاح الخطة في السيطرة على المنطقة وتفكيك المربع الأمني على الرغم من مئات العناصر المقاتلة داخلها والترسانات العسكرية فيها “يعود بعد توفيق الله إلى عدالة القضية والتخطيط المحكم”.


وبدأت العملية الساعة السادسة صباحاً على نحو فاجأ المنفلتين الذين كانوا يتوقعون أن تتم العملية ليلاً، إضافة إلى الاختراقات التي نجحت الأجهزة الأمنية في تحقيقها داخل المنطقة فضلاً عن التفاف الجماهير والعائلات في منطقة الشجاعية بما في ذلك جزء كبير من عائلة حلس الذين كانوا يتطلعون للتخلص من مجموعة المنفلتين الذين كانوا يحاولون رهن مصير عائلة كبيرة لها تاريخها الجهادي والنضالي في يد عصابة من المرتزقة التي تحركها قيادات هاربة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى