لسنا أعداءك يا حكومة مصر فلماذا تحاصريننا؟
بعدما آلت إليه أمورنا من وضع مزرٍ وخانق بفعل الحصار الظالم والمحكم الذي يحيط بنا من كل جانب كإحاطة السوار بالمعصم ، نجد أنه من حقنا كفلسطينيين نعيش على أرض غزة الحبيبة تلك البقعة الطاهرة الأبية والعصية على الانكسار بإذن الله رغم المؤامرة أن نصرخ بكل ما أوتينا من قوة لماذا تحاصرينا يا حكومة مصر؟ أما يكفيكم أننا نذبح في كل يوم من الوريد إلى الوريد؟
أو ما اكتفيتم بأننا نقدم أنفسنا قرابين للدفاع عن شرف كل العرب والمسلمين وفي مقدمتهم مصر العروبة؟
ثم بعد كل هذا تصر الحكومة المصرية على غض الطرف عن معاناتنا وآهاتنا وأناتنا وعن الموت البطيء الذي يلاحقنا في كل ساعة بل في كل دقيقة تمر ونحن تحت وطأة هذا الحصار المميت رغم أن كل العالم يلتمس العذر لمصر ولا يلومها إن هي فتحت المعبر وذلك، لأن جميع دلالات وشواهد الإبادة الجماعية توفرت بل أصابت شعبنا في غزة في مقتل لكن شقيقتنا الجمهورية لا تستجيب لأي من تلك الضمائر الحية التي تناديها وتخاطبها وتناشدها من جميع أنحاء العالم بروح الإنسانية والضمير البشري لوقف نزيف غزة الذي مازال يتدفق من عروق أبنائها شيبا وشبابا وأطفالا دون أن يجدوا من يضمد جراحاتهم أو من يحمل شيئا من الهم الذي على أكتافهم وكأن إحساس البعض من بني البشر قد تبلد!
ولي سؤال هنا أوجهه للرئيس مبارك ألم تقل يا سيادة الرئيس بأنك لن تسمح بتجويع الشعب الفلسطيني فلماذا لا نرى تطبيقا حقيقيا لتصريحك هذا على أرض الواقع، بل نرى على الأرض وللأسف أمرا مغايرا ومعاكسا لما قلته فحكومتك تغلق المنفذ والشريان الوحيد بيننا وبين أرض الكنانة فهل لهذا الحد تسلب الإرادات وتموت النخوات وترتهن العقول والرؤوس بيد أمريكا والعدو الصهيوني لتحركها كما شاءت بالضبط كحجارة الشطرنج، نعم لقد بات مؤكدا بما لا يدع مجالا للشك أن الأمور اتضحت للجميع حتى للأعمى في حلكة الليل وظلامه القاتم، والمعادلة تقول شعب محاصر من كل الاتجاهات برا وبحرا وجوا وهو يعاني الويلات نتيجة لمؤامرة واضحة المعالم والخيوط ، ولكن رغم تلك المعطيات فإنني أدعوا صاحب القرار المصري أن يسير في الطريق الصحيح حتى لا يظل مشاركا في حصار أبناء دينه وعروبته الفلسطينيين في غزة؛
وأنا هنا لا أطلب المستحيل وهل من المستحيل أن يقف من بيده الأمر في مصر الشقيقة ليتخذ قرارا شجاعا برفع الحصار عن أشقائه المعذبين في غزة المحاصرة وذلك من خلال تنفيذ الوعد بفتح المعبر بشكل دائم أمام المرضى والتجار والطلبة وها أنتم ترون كيف يماطل العدو الصهيوني في تنفيذ كافة استحقاقات التهدئة ، إذا فمن واجبكم أن تردوا على تلك المماطلات والمراوغات الصهيونية بقرار شجاع فالأمور واضحة وضوح الشمس فلا نحن عدوكم ولا أنتم عدونا بل إن عدونا واحد وديننا واحد ودمنا واحد وبوابتنا واحدة فلتستيقظوا الآن وليس غدا حتى لا يأتي يوم تقولون فيه كان هنا شعب يذبح ويباد بل انهضوا وقولوا لعدوكم وعدونا وهو واحد لن نقبل بإبادة شعب كامل في غزة.