أضعف الإيمان – الأردن و«حماس»
أبلغت الأردن حركة «حماس» موافقتها على زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لعمان والإقامة فيها إذا رغب، على اعتبار أنه يحمل الجنسية الأردنية. كما وردت أخبار عن مساع لإنجاز مصالحة سياسية تمهد لعودة العلاقات بين الأردن و «حماس» خلال المرحلة المقبلة، بعد قطيعة استمرت حوالي ثماني سنوات.
الغريب هو انقطاع العلاقات بين الأردن و«حماس»، وليس عودتها. فمنذ قيام الحركة، حرصت عمان على احتضانها. وكان الملك حسين، يرى في تطوير العلاقات مع «حماس» جزءاً من دور الأردن، وارتباطه الوثيق بالشأن الفلسطيني. لكن تداخل الأردني بالفلسطيني في رموز الحركة ونشاطها، وتنامي علاقاتها الخارجية، خلق تجاهها حساسية سياسية عالية، الأمر الذي دفع عمان إلى تصفية نشاط «حماس». فكان هذا الأسلوب غريباً على سياسة الأردن القائمة على مراعاة التوازنات. وكان بالإمكان معالجة تلك الأزمة، لكن التطورات السياسية في الأراضي الفلسطينية، وتماهي «حماس» مع توجهات السياسة السورية، و«حزب الله»، أغلقا هذا الملف لسنوات.
اليوم تغيَّر المشهد. ويمكن تبرير هذه المصالحة المفترضة. فدمشق لا تختلف كثيراً عن عمان بعد دخول سورية في مشروع التسوية، فضلاً عن أن استمرار تحالف الحركة مع «حزب الله» بالطريقة السابقة غير ممكن، وغير مفيد. ناهيك عن أن الأردن اكتشف أخيراً أن تجاهل الجانب الأردني لهذه الحركة لا يصب في المصلحة الأردنية، وأن قطع العلاقات مع «حماس» جاء على حساب دوره في العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية.
على أي حال، إذا كانت هذه المصالحة بسبب البحث عن تدابير لإقامة قيادات «حماس»، بسبب التغيير في موقف سورية، فهذه المصالحة ستكون موقتة وغير مجدية. أما إن كانت نابعة من الاتفاق على منهج للعمل ضمن حدود متفق عليها، فهذا يعني أن الدور الأردني في الملف الفلسطيني سيعود إلى سابق عهده، وأن «حماس» لديها مشروع مختلف. صحيح أن توقيت المصالحة لا يدعو إلى التفاؤل، لكن يبقى أن الحديث عن مصالحة بين الأردن و«حماس» قضية تستحق الاهتمام.