اولمرت يهدد: سنقضي عليها في الأراضي السورية
واشنطن قلقة من احتمال بيع اسلحة روسية الى دمشق
اولمرت يهدد: سنقضي عليها في الأراضي السورية
القدس العربي
اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الجمعة ان الولايات المتحدة تشعر بـ’قلق شديد’ من احتمال بيع اسلحة روسية الى سورية، فيما صعّدت اسرائيل من تهديداتها لسورية، مهددة بالقضاء على الصواريخ الروسية إذا نصبت على الأراضي السورية. ونقلت المصادر السياسية الرفيعة في تل أبيب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قوله إنّه لن يسمح لروسيا بتزويد سورية بصواريخ باليستية تهدد التوازن في منطقة الشرق الأوسط، ونقل أيضاً عن اولمرت الذي هاتف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قوله إنّ الدولة العبرية ستقوم بالقضاء على الصواريخ في حال قيام روسيا بتزويدها لسورية ونصبها على الأراضي السورية، وبالتالي أعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن لا تتم هذه الصفقة التي ستؤدي، وفق المصادر عينها، إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وإحداث خلل كبير في التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في المنطقة، على حد تعبير المصادر.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس خلال زيارة للرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا، ان بلاده مستعدة لبيع دمشق انواعا جديدة من الاسلحة.
وقال لافروف ‘نحن مستعدون لبحث الطلب السوري المتعلق بشراء انواع جديدة من الاسلحة’، معتبرا ان موقف روسيا ‘واضح’ من هذا الموضوع.
واعلنت سورية التي يثير غضبها تحليق الطيران الاسرائيلي المتكرر في اجوائها واجواء المنطقة، سعيها الى امتلاك صواريخ حديثة للدفاع الجوي.
وجاء أيضاً، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي وخلال مكالمته الهاتفية الحساسة مع الرئيس الروسي، تمّ الاتفاق بين الاثنين على قيام أولمرت في فترة لا تتعدى الأسبوعين بزيارة رسمية إلى روسيا لبحث موضوع الصواريخ البالستية الروسية التي رشحت الأنباء عن أنّها ستصل إلى سورية، على الرغم من التهديدات الإسرائيلية. ووصفت المصادر عينها زيارة اولمرت بأنّها ستكون مصيرية جداً، ولفتت إلى أنّ موعد الزيارة سيكون في أوائل شهر أيلول (سبتمبر) القادم، وقالت المصادر أيضاً إنّه خلال المكالمة الهاتفية العاجلة بين اولمرت ومدفيديف، حثّ الأخير اولمرت على مشاركة الدولة العبرية في لقاء السلام المزمع عقده في موسكو في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم بمشاركة السلطة الفلسطينية والدول العربية، والذي سيعقد على غرار لقاء انابوليس العام الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعرب اولمرت عن قلقه العميق من نية روسيا تزويد سورية بصواريخ بالستية من طراز (اسكندر 3)، ونصح رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الروسي بأن يدعو السوريين إلى التركيز على المفاوضات غير المباشرة بينها وبين الدولة العبرية، وعدم صرف مليارات الدولارات لإبرام صفقات لشراء أسلحة متطورة من روسيا.
ونقل المحلل السياسي لصحيفة ‘يديعوت احرونوت’ شيمعون شيفر، المقرب جداً من اولمرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله للرئيس الروسي إنّه من الخطأ تزويد السوريين بالأسلحة المتطورة، وتحديداً الصواريخ البالستية، لأنّ الدولة العبرية ستقوم بعملية عسكرية للقضاء على الصواريخ، لأنّها ترى فيها تهديداً إستراتيجياً لأمنها القومي، على حد تعبيره. وأضاف اولمرت وفق نفس المصادر أنّ الكرة الآن موجودة في ملعب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.
وجاء أيضاً أنّ إسرائيل تخشى أكثر ما تخشاه من قيام روسيا بإبرام صفقة أسلحة متطورة مع سورية تشمل نوعين من الصواريخ المتطورة جدا، صواريخ أرض- جو من طراز (إس-300)، أما النوع الثاني فهو من طراز (اسكندر إي)، وهو صاروخ بالستي، يعتبر من أكثر الصواريخ تقدماً وتطوراً في العالم، بحيث يصل مداه إلى 280 كيلومتراً ويحمل رأسا متفجرة بزنة 480 كيلوغراماً. ووفق المصادر الإسرائيلية، فإنّه بإمكان هذا الصاروخ أيضاً أن يحمل رؤوساً نووية.
ولكنّ مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب أكدت يوم أمس أنّه لا يوجد أيّ احتمال بأن تقوم روسيا بتزويد سورية بالصواريخ المذكورة في هذه الفترة بالذات، على الرغم من أنّ روسيا تزعم أنّ الحديث يدور عن أسلحة دفاعية وليست هجومية. وجاء أيضاً أنّه في السنوات الأخيرة تنتهج روسيا وإسرائيل سياسة متفقاً عليها فيما يتعلق ببيع وتزويد الدول الأخرى بالأسلحة، لافتة إلى أنّ الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف قالا في أكثر من مناسبة للإسرائيليين بأنّهم لن يُقدموا على بيع الدول العربية أسلحة والتي من شأنها أن تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الإستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط.
وفي واشنطن اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تشعر بـ’قلق شديد’ من احتمال بيع اسلحة روسية الى سورية.
وقال روبرت وود ‘نحن طبعا قلقون بشدة من المعلومات التي تفيد بان روسيا قد تبيع سورية اسلحة وانظمة تسلح’.
واضاف في مؤتمر صحافي ‘قلنا دائما للروس ان عمليات البيع هذه يجب ان لا تستمر، فهي لا تساهم في الاستقرار الاقليمي، ومجددا، احضهم على عدم مواصلة هذه العمليات اذا كانوا ينوون ذلك’.