تحطيم الاقصى مقابل تحطيم دولة الصهاينة
الأقصى بالنسبة لفلسطين كما القلب للجسد، فإذا استؤصل ذلك القلب أصبح الجسد جثة هامدة لا معنى لها، ففلسطين بدون قلبها ما هي سوى أرض أخرى كباقي الأرضين، ووطن كباقي الأوطان، ما يميز القضية الفلسطينية عن القضية الكشميرية أو الأفغانية وغيرها بأن هناك “كلمة سر” لا تمتلكها كافة تلك القضايا، ما يجعل من القضية الفلسطينية محط اهتمام العالم الإسلامي أجمع، ألا وهي “المسجد الأقصى” أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام.
محبتي وتعلقي واستعدادي للتضحية بروحي ومالي وأولادي في سبيل فلسطين، ومعي ملايين المسلمين، ليس كونها مسقط رأسي فحسب، ولا لأن فيها شعبا مظلوما يرزح تحت نير احتلال ظالم إرهابي أو لأنها أرض جميلة بجبالها ومزارع وزيتونها وعنبها، ولكن ما يجعل قلوب شعوب العالم الإسلامي تهوي إليها هو “المسجد الأقصى”.
الأقصى يا أحبتي ليس مجرد مسجد أو مجموعة من الحجارة تكون مبنى للعبادة، فالمباني يمكن لها أن تهدم ويعاد بناؤها، كما أن عالمنا الإسلامي لا تتقصه المساجد.. الأقصى هو القلب الذي ينبض بالحياة، فكل ذرة تراب وكل كتلة صخرية فيه وكل زاوية وحجر بالنسبة لنا كمسلمين تحمل في ثناياها معاني روحية مقدسة، الأقصى هو عزتنا وكرامتنا ومصدر لا يتجزأ من عقيدتنا وولائنا لديننا وأمتنا.
الأقصى أيها الصهاينة ليس خطا أحمر فحسب، بل هو الدافع الذي سيشعل الملايين غير آبهين بالقيود من حولهم، سيتدافع أبناء أمتنا الإسلامية بكل ألوانهم وأجناسهم للذود والدفاع عنه واضعين أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيله يقطعون الحدود المغلقة ويقتحمون القلاع المحصنة، ويقفون أمام دباباتكم وطائراتكم بصدور عارية، لن يرهبهم جبروتكم وقوتكم وإرهابكم، فليس أجمل من الموت في سبيل الأقصى.
لا تنخدعوا أيها الصهاينة بدراساتكم ورصدكم لحراك شعوبنا، فكلما أطلقتم بالونات اختبار لجس نبض الشعوب العربية والإسلامية تخرجون باستنتاجات وقراءات تدفعكم للتمادي، فأنتم تعتقدون بأن شعوبنا لن تخرج عن إطار التنديد والصراخ والعويل، ومن ثم تخبو وتهدأ.. محللوكم الإستراتيجيون يرصدون كل نفس نتنفسه وكل ردة فعل تخرج عنا، ولكنهم سيفشلون في التكهن بما يمكن أن تفعله شعوبنا الحية إذا ما تعرض الأقصى للخطر.
اعلموا أيها الصهاينة أن زوال دولتكم المصطنعة هو قضية وقت لا أكثر ولا أقل، فدولتكم قائمة على الظلم والإرهاب والدموية، وهذه الدولة ستزول كما زالت من قبلها قوى القهر والاحتلال، ولكن تأكدوا بأن ما سيسرع من زوال دولتكم الإرهابية وانهيارها بلمح البصر، إذا ما تجرأتم على المساس بقلب الإسلام، المسجد الأقصى.
إرهاب ساستكم أيها الصهاينة لا يفوت، في كل عام وحينما يقترب شهر الخير والفضيلة شهر رمضان المبارك، فرصة امتهان مشاعر المسلمين، والمساس بمقدساتهم، وتهديدكم واقترابكم من أقصانا سيجعلكم تحفرون قبورك بأيديكم.
وإلى قادتنا وشعوبنا في العالمين الإسلامي والعربي، دعوة أطلقها، وأقصانا يتعرض اليوم لأخطر تهديد، بأن نبدأ منذ هذه اللحظة للإعداد الميداني والعملي والجماهيري للاستعداد للحظة المواجهة الحتمية مع قتلة الأنبياء، وأعلموا يا زعماء أمتنا بأن التاريخ والأمة لن يرحمكم إذا ما قصرتم في الدفاع عن مسرى المصطفى عليه الصلاة والسلام، فلا تكبتوا وتقيدوا شعوبكم وأبناء أمتكم، فإذا عجزتم عن التحرك عسكريا وسياسيا لوقف إرهاب الصهاينة ومخططاتهم الرامية لتحطيم أقصانا، فأطلقوا العنان لنا، نحن الشعوب لحماية الأقصى، فإننا نمتلك من الوسائل والقدرات ما سيذهل الأعداء ويحمي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وإلى إعلاميي العام الإسلامي ومؤسساته المدنية والحزبية، أقول: لنبتكر الوسائل الفعالة والحملات المؤثرة ولنضع قضية الأقصى على رأس أولوياتنا واهتماماتنا.. أمام للأخوة الفرقاء الذين يتصارعون على كراسي السلطة في فلسطين فأقول: كفى.. توقفوا، كفاكم استهتارا بأقدس قضية، توحدوا حول الأقصى وأمتكم ستتوحد من ورائكم.. فخلافاتكم وصراعكم المحموم على السلطة وقتلكم لبعضكم البعض دفع عدونا للاستهانة بنا، والتجرؤ على المساس بأقصانا، لن تنفعنا حركاتكم السياسية وخطابتكم النارية، وجهوا بنادقكم للدفاع عن الأقصى أيها السادة، وليس للدفاع عن كراسيكم الهالكة.
يا قادة فلسطين، يا زعماء أمتنا العربية والإسلامية، يا زعماء العالم المؤمنين بالعدالة، اعلموا أن شعوبنا العربية والإسلامية لن ترضى سوى بزوال وتحطيم دولة الصهاينة إذا ما تجرأ الصهاينة على المساس بأقصانا، لن تنفعنا بيانات الاستنكار ولغة الإدانة.. فأقصانا مقابل دولتهم الزائلة، وإن غدا لناظره قريب..