مصر تغلق رفح… وغزة تغرق في عزلتها
السفير
عاد أكثر من ١,٥ مليون فلسطيني من سكان غزة، الى عزلتهم الخانقة بعدما أغلقت مصر مجددا امس معبر رفح الحدودي مع القطاع، اثر فتحه يومي السبت والأحد الماضيين، حيث عبر آلاف الفلسطينيين من كلا الجانبين، فيما لم تؤكد حركة حماس أنباء ترددت عن لقاء محتمل بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في القاهرة الشهر المقبل. في غضون ذلك، ارتكب الاحتلال جريمة جديدة، عندما أقدم أمس على إطلاق النار على وجه الفلسطيني المريض عقليا عواد سرور (٤١ عاما)، لدى اقتحام منزله في نعلين في الضفة الغربية لاعتقال شقيقه بحجة إلقائه قنابل مسيلة للدموع على جنود إسرائيليين خلال احتجاج في البلدة ضد بناء جدار الفصل، ما أدى إلى فقأ إحدى عينيه.
وقال مصدر امني مصري ان القاهرة سمحت خلال اليومين الماضيين بعبور ٤٥٤٥ فلسطينيا ومصريا في الاتجاهين، بينهم ٣٤٣٧ دخلوا الأراضي المصرية و١١٠٨ فلسطينيين عادوا إلى غزة، غالبيتهم من المسافرين العالقين والطلاب والمرضى.
ورحبت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في غزة بالخطوة المصرية، مشيرة في الوقت نفسه الى ان فتح المعبر »يومين لا يكفي لتلبية حاجات سكان القطاع المحاصرين، وذلك لوجود أعداد كبيرة من المرضى والطلاب الذين هم بأمس الحاجة للسفر« داعية مصر إلى »الاستمرار في فتح المعبر لحاجة السكان اليه«.
ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد على العالم لأكثر من ١,٥ مليون فلسطيني من سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من عام.
وفي عمان، قال رئيس »جمعية الصداقة الاسكتلندية الفلسطينية« والعضو في »الحزب الوطني الاسكتلندي« خليل النيس انه حاول من دون جدوى مع سبعة ناشطين آخرين من اسكتلندا وفرنسا وبريطانيا ومصر، العبور من مصر الى غزة في الفترة بين ٢٠ تموز و١٨ آب الماضيين. أضاف ان »الحكومة المصرية رفضت دخولنا… ننوي اعادة الكرّة في ١٥ تشرين الثاني حيث سيشارك في الرحلة ٤٠ ناشطا ومناصرا من حوالى ١٧ دولة، في رحلة برية بحافلة مكونة من طابقين لكسر الحصار«، موضحا »نريد نقل المعاناة في القطاع. المعبر مقفل من الجهة المصرية وهدفنا فتحه. الوضع مأساوي جدا«.
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح في القاهرة انه ناقش مسألة معبر رفح مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، خلال لقائهما أمس الأول. أضاف »نحن ندرك التزامات مصر كدولة ذات سيادة، لكن في الوقت نفسه هناك مشكلات وحصار قاس على أهلنا في غزة يجب النظر اليه بإيجابية والبحث عن صيغة تجعل مصر تفي بالتزاماتها الدولية وتقوم في الوقت نفسه بواجبها القومي والعربي«.
وتابع ملوح، بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ان الجبهة الشعبية قدمت لسليمان »مشروعا متكاملا« للمصالحة يقترح »إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة وتشكيل حكومة انتقالية«، مشددا على معارضته نشر قوات عربية في القطاع، ذلك ان الأمر »يتطلب موافقة إسرائيل لدخول هذه القوات ويدخل إسرائيل في المعادلة« الفلسطينية.
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قد اقترح إرسال قوات عربية الى القطاع من اجل »المساعدة على منع الاقتتال ووقف الصدام الإسرائيلي الفلسطيني«.
من جهته، وصل إلى القاهرة امس الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة والوفد المرافق له، في زيارة تستهدف البحث مع المسؤولين المصريين في »كيفية الخروج من المأزق الفلسطيني«.
إلى ذلك، علق القيادي في حماس إسماعيل رضوان على الأنباء التي أشارت إلى لقاء محتمل بين عباس ومشعل في القاهرة الشهر المقبل، قائلا »لا نستطيع أن نتحدث عن لقاء سيعقد بين عباس ومشعل، لكن هناك جهودا مصرية تبذل لجمع حماس وفتح«.
وكانت وكالة »سما« الفلسطينية للأنباء قد نقلت عن »مصدر فلسطيني رفيع المستوى في ديوان الرئاسة الفلسطينية« ان عباس سيلتقي مشعل في القاهرة »ضمن جلسات الحوار الذي ترعاه القيادة المصرية«.