المكتبة الأمنية

المبحث الثاني: الجانب العدواني في عقيدة اليهود في الأنبياء

المبحث الثاني


الجانب العدواني في عقيدة اليهود في الأنبياء


إذا كان الإله بتلك الصورة القاسية العدوانية؛ فلا عجب أن يكون الأنبياء كذلك، وهذا ما جاءت به كتب اليهود المقدسة.


وفي حكايات الكتاب المقدس اليهودي ما لا يحصى من أمثلة ذلك، فحينما انتصر جند موسى على المديانيين وجاءوا بالسبايا والغنائم، سخط عليهم موسى u ؛لأنهم لم يبيدوا الأطفال والنساء وقال لهم: «فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال. وكل امرأة عَرَفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات»( ). 


ويشوع بن نون بعد أن تمكن من دخول أريحا، وضع أسس التعامل مع أهل المدينة: «وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف»( ).


والتحريم في المعنى اليهودي هو إبادة كل شيء في مدينة مهزومة، أو إهلاكها، أو تخريبها تخريباً تاماً( ).


وهذا النبي داود عليه السلام ينسبون إليه أفظع الجرائم: «وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد، وفؤوس من حديد، وأمرّهم في أتون الآجر. وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون. ثم رجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم»( ).


بل لم يسلم أنبياء بني إسرائيل من عدوان اليهود، والذي تمثل بقتل عدد منهم، وقد سجلت كتبهم المقدسة ذلك، كأن ذلك مفخرة لهم أخزاهم الله تعالى. وقد أخبر الله عنهم بذلك في آيات منها قوله تعالى:(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)[البقرة: من الآية87]


ومن نصوصهم في ذلك ما جاء في النبي إرميا من ذكر محاولات عديدة لقتله منها ما جاء في سفر إرميا: «وكان لما فرغ إرميا من التكلم بما أوصاه الرب أن يكلم كل الشعب به أن الكهنة والأنبياء أمسكوه قائلين تموت موتاً»( ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى