إعتزال موفاز عثرة أمام ليفني تهدِّد بانهيار «كديما»
تتابع الحلبة السياسية في الكيان الصهيوني باهتمام كبير تفاعلات إعلان وزير النقل شاؤول موفاز انسحابه الموقت من الحياة السياسية بعد خسارته بفارق اصوات ضئيل الانتخابات الداخلية لزعامة حزب «كديما» الحاكم لمصلحة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وسط قناعة الجميع بأن هذه الاستقالة تراكم عثرة أخرى في طريق ليفني لتشكيل حكومة بديلة برئاستها من دون الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وهي طريق حافلة أصلاً بالعراقيل التي تضعها الأحزاب المفترض أن تشارك في التوليفة الحكومية الجديدة.
واعتبرت الأوساط الحزبية والإعلامية إعلان موفاز «انتقاماً ذكياً» وصفعة لليفني لم تدعها تهنأ بفوزها بزعامة الحزب بل تضطرها إلى الانشغال بالتصدعات داخل الحزب ومنع اتساع رقعتها على نحو يهدد مستقبل الحزب الفتي الذي قد ينهار أمام ضربة أخرى من هذا القبيل.
وأضافت أن المطلوب من ليفني الآن العمل على منع حدوث موجة انسحاب قياديين آخرين من الحزب وعودتهم أو بعضهم إلى الحزب الذي جاؤوا منه، «ليكود». لكن أكثر ما يخشاه الحريصون على مستقبل الحزب هو أن تأتي «الضربة القاتلة» من النائب الأول لرئيس الحكومة و «الثعلب» البارز في الحزب حاييم رامون بإعلان انسحابه من «كديما» أو اعتزال الحياة السياسية.
وذكّر معلقون بأن الحزب الذي تأسس قبل 34 شهراً فقط فقدَ أبرز أركانه: مؤسسه ورئيس الحكومة السابق أرييل شارون (أصيب بجلطة دماغية)، وشمعون بيريز (انتخب رئيساً للدولة)، ورئيس الحكومة الحالية ايهود اولمرت (الذي أعلن أنه سيقدم استقالته). وفي غياب هؤلاء بقي الحزب الذي يصفه كثيرون بـ «معسكر لاجئين» (من أحزاب أخرى) مع شخصيات من الصف الثاني ومن دون شخصية عسكرية مرموقة بمستوى شارون أو موفاز.
وغاب موفاز، وأبرز داعميه وزير الإسكان زئيف بويم عن الاجتماع الأول الذي عقدته كتلة «كديما» البرلمانية أمس تحت رئاسة زعيمته الجديدة، كما غاب عنه رئيس الحكومة. وأعربت ليفني عن أسفها لإعلان موفاز اعتزال السياسة موقتا، وتمنت عليه أن يواصل تقديم العطاء للحكومة وللكنيست، كما دعت أعضاء الحزب إلى «رص الصفوف والبقاء موحدين»، مؤكدة رفضها نشوء معسكرات داخل الحزب.
وبينما آثر موفاز عدم الخوض في دوافع قراره، أوضحت أوساطه القريبة أنه مستاء مما حصل في الانتخابات الداخلية من تجاوزات، واتهمت هذه الأوساط وسائل الإعلام ومعاهد استطلاعات الرأي بـ «التآمر» عليه من خلال التحيز لليفني في مقالات لكبار المعلقين أو نشر استطلاعات أفادت بأنها ستهزمه بنسبة كبيرة، وخلصت هذه الأوساط إلى القول إن ليفني لم تفز في الانتخابات، «لكن هناك من ارتكب أعمالاً قذرة رجحت الكفة لمصلحتها».