هدم منازل منفذي العمليات..الحل الأجدى
هدم منازل الفدائيين ومعاقبة عائلاتهم هو موضوع وحشي، ليس انسانيا. ولكن أيوجد لاحد ما حل افضل كي يوقف هذه الموجة؟ لا توجد اخطارات، لا يوجد ردع والاسوأ – لا يوجد لدى جهاز الامن حلول ايضا.
واذا لم يكن هذا بكاف، فان الجهاز القضائي الصهيوني يضع العراقيل في وجه كل فكرة يمكنها أن تخلق ردا ما. وعليه فاننا سنواصل الاحصاء، كل يوم تقريبا، لمزيد من المحاولات ومزيد من العمليات فيما يسمى “عملية عفوية” – منفذ فرد، غير منظم، ينهض ذات صباح ويقرر اغلاق الحساب مع اليهود بقواه الذاتية ومستعد لهذا الغرض أن يتحد مع ربه.
ماذا لديه ليخسره؟ يمكنه أن يموت بهدوء وهو يعرف ان احدا غيره لن يدفع أي ثمن. عائلته ستنال الحظوة والتعويض المناسبين. في حالات معينة التأمين الوطني نفسه سيواصل دفع مخصصات الخلف لها. احد لن يمس ببته، لن يهدم شيء.
إذن ماذا اذا قرر وزير الحرب بعد العملية في مدرسة “مركاز هراف” وسلسلة عمليات الجرافات هدم منازل الفدائيين؟ رجال القضاء وضعوا حواجز قضائية واذا بالقضية تذوب. بنوا على الذاكرة القصيرة للجمهور. كان هناك هدوء قليل في القدس وعدنا الى الحياة العادية دون حلول حقيقية.
والان رح واشرح لأم ذاك الجندي من غولاني في حاجز حوارة، الذي قامت إحدى الفلسطينيات برشت حامض على عينه وادت به الى العمى، بانه لا يوجد ما يمكن عمله بانها منفذة وحيدة لعملية، ليس خلفها تنظيم، لم تتلقى اوامر من بيروت او من نابلس. ونحن لا نعرف عنها شيئا ولا يمكن القبض عليها مسبقا.
ورح واشرح لعائلات المصابين الذين دهسوا في القدس بانه ما كان يمكن التنبؤ بسلوك ذاك الفلسطيني، وانه في مثل هذه الحالات لا يوجد حقا ما يمكن عمله. بانه لا يوجد ما يكفي من الشرطة والجنود والمخابرات كي يكون ممكنا متابعة كل فلسطيني يدخل الى القدس.
إذن صحيح، وعدونا بزيادة الرقابة على العمال الفلسطينيين الذين يعملون في غربي القدس وفحص رخص وخلفية كل الفلسطينيين الذين يستخدمون معدات آلية ثقيلة. ماذا إذن؟ هذا لم يمنع وبالتأكيد لم يردع احدا. الطعن ومحاولات الطعن اصبحت ظاهرة شبه يومية حتى انها لم تعد احيانا تذكر في وسائل الاعلام.
يتفق الجميع على أنه لا توجد اخطابات بعمليات من هذا النوع – ولكن هذا ليس مبررا لحقيقة اننا تنازلنا مسبقا عن الكفاح في سبيل خلق ردع. اذا لم ينشأ مستوى من الردع، اذا لم يكن واضحا بانه لقاء كل عملية سيجبى ثمن باهظ من المخرب، من عائلته ومن ملكه، في ان الرد على كل عمل فدائي برداء وطني ستهدم منازل وتبعد عائلات – سنواصل العيش تحت هذا التهديد.
عملية ناجحة ستجر وراءها مزيد من العمليات الناجحة وغيرها من العمليات، الى أن يصبح هذا التواصل تهديدا وجوديا. الناس سيخافون السير في الشوارع، مثلما كان ذات مرة، عندما خافوا الصعود الى الباصات. حينها سنكون محقين وانسانيين – ولكننا سنبقى اغبياء، عديمي الحيلة وبائسين. هذا فقدان للعقل.
يديعوت أحرونوت 23/9/2008