أنقذوا جلعاد شليت قبل فوات الأوان
عضو في مقر قيادة اطلاق جلعاد شليت
ينبغي لرئيس الحكومة المستقيل ايهود اولمرت ان يقوم بعمل اخير قبل انصرافه هو اطلاق جلعاد شليت بأي ثمن، في مساء يوم الاحد اعلن رئيس الحكومة ايهود اولمرت استقالته. مرت ايام منذ ذلك الحين وها نحن هؤلاء نقف في حيرة نظام الحكم وبغير شليت.
سيعيد جلعاد شليت رأس السنة الثالث في قبو حماس المظلم. جلعادنا، ابن القرية الزراعية، عيناه الخجلتان ستظلان تنظران الينا من صورته المعلقة عند مدخل متسبيه هيلا، قريتنا الزراعية.ورئيس الحكومة اعلن استقالته.
جلست هذا الصباح الى والدين من ابناء هذه الارض، ومن ملح الارض، ومن اولئك الذين خدموا طول حياتهم في الاحتياط. اجل من اولئك الذين لم يتهربوا من الخدمة، واستطعت ان اشعر في المحادثة بالضعف وبعدم الثقة وبفقدان البوصلة التي يفترض ان يواصل ابنائهم باسمها طريقهم.
ولاجل ماذا؟ لاجل من؟ وجدت نفسي استجمع مشاعر غضبي، كمن اقطف كل يوم الى جانب عائلة شليت واحاول الحديث عن الخدمة لاجله… لاجل ماذا؟ وجدت نفسي ادع للحظة عدم الثقة، وتحدثت عن ارضنا لا عن ارض اولئك الذين يشاجرون القيادة في عدم تواضع، وفي عدم تصميم وفي عدم ابداع.
ومع ذلك كله الغضب المكظوم يوشك ان ينفجر. شرق اوسط لعين، فيه طرف قاس وساخر وغير انساني، وطرف آخر لا يواجه التزاماته للمواطن، وللفرد وللجندي الذي خرج في مهمة مع وعد. ويوجد طرف آخر هو طرفنا وهو الطرف الذي امتحانه قداسة الحياة والصداقة. ربما ينظر الجار القاسي الى هذه القيم على انها فقدان لقوة ردعنا، لكنني اريد ان اقرر ان هذه القيم هي التي تضمن مناعتنا القومية والعسكرية، والاستعداد لاعطاء الجماعة لا الذات فقط قدراً اكبر.
انظروا، يا اعضاء الكنيست، افتحوا عيونكم، اطرحوا انفسكم لاجل هذا الفتح، لانه ابنكم وانتم ملتزمون له في كل لحظة تمكثون فيها في المبنى الذي تمنيتم كثيراً ان تكونوا فيه. اعلموا ان كل افعالكم في هذا الامر تعبر عن جوهر وجود الدولة التي يفترض ان تقودوها.
وانت يا ايهود اولمرت قبل ان تترك عملك لا تنس الدين الذي ما زال لم يقض. ولا اتحدث عن الثمن فقط – بل عن التصميم ايضا وعن الوسائل التي تملك اتخاذها ليدرك الطرف الثاني انك مصمم. كن زعيماً للحظة اخرى، زعيما يعرف المحيط الذي يعيش فيه. توجد لهم لغة، فحدثهم اذن بلغتهم.
بين لهم انه ينبغي اتمام صفقة في زمن قصير. توجد لك ادوات ضغط لك وللجيش. كن مستعداً لدفع ثمن باهظ. نحن جميعاً من وراءك، هذا الشعب كله وفيه جنود الجيش. سيذكر لك هذا الفعل على انه بقعة ضوء في فترة ولايتك. ليس هذا خضوعاً بل ميراثاً تسهم في بنائه، ميراثاً يقول كله: الجندي الواحد عندنا يساوي الكثير منهم. قد يتعلمون من ذلك هم ايضا في المستقبل ليتهم يفعلون.
ما زلت رئيس الحكومة يا ايهود اولمرت – هذه دعوة اخيرة قبل لحظة من انصرافك. ما زلنا نتوقع منك عملاً. برهن لنا على اننا غير مخطئين.