عين على العدو

مهمة ليفني !!

عكيفا إلدار- صحيفة هآرتس


نبأ يستحق حقا أن يكون عنوانا رئيسيا: ” إيهود باراك يطالب بدور فعال في المفاوضات مع الفلسطينيين”. وبات المفهوم ضمنا يعتبر مفاجأة عاصفة. وبعد أكثر من سنتين من ارتباط حزبه مع من أسماهم «حزب اللاجئين» يطالب زعيم الحزب الذي فتح باب الحوار أول مرة مع منظمة التحرير الفلسطينية بدور في المفاوضات عن طريق الشباك. ولكن يبدو أن وزير الأمن يسعى إلى الإشراف على ليفني أكثر من تشجيعها، نظرا للازدراء الذي يبثه للقيادة السلطة الفلسطينية، والاحترام الذي يكنه للمستوطنين.


 


في كل الأحوال لا يوجد أي ذكر للتسوية الدائمة (التي تمس جوهر وجود الدولة) في المفاوضات الائتلافية. والإشارة الوحيدة حول هذه القضية تكمن في مطلب شاس تقييد رئيسة حزب كاديما الجديدة في أي حوار حول مكانة القدس. ومن شبه مؤكد أن ليفني لن تعاند، وكضالعة في المفاوضات حول التسوية الدائمة فهي تعرف أن الحكومة ستنهي الدورة الحالية قبل أن تصل في مباحثاتها مع أحمد قريع (أبو علاء) إلى الحوض المقدس. والمهم أن يكون مكتوبا في المبادئ الأساسية للائتلاف الجديد، كما في الائتلاف السابق، أن «الحكومة ستطمح إلى رسم الحدود الدائمة للدولة، كدولة يهودية بأغلبية يهودية وكدولة ديمقراطية»


 


طمحنا، نطمح، سنطمح. هل تعهد أحد أن ينهي؟ بعد خمسة عشر عاما من اتفاقية أوسلو الأولى ما زالت «عملية السلام» وقودا للسياسيين دون الوصول إلى أي مكان. كل تلك السنوات كانت الـ”عملية” تغذي القادة من العالم. هذا يعقد مؤتمرا، وآخر يطلق تصريحات، وثالث يوقع على أوراق. غرف المحادثات موصدة لا تنفذ إليها أصوات مطارق المستوطنين وصيحات جيرانهم الفلسطينيين اليائسة.


قبل عدة شهور وفي الوقت الذي كانت ليفني تتحدث فيه مع أبو علاء حول انهاء الاحتلال، كشف تقرير لمنظمة بتسيليم أن في فترة حكومة أولمرت –باراك- ليفني تضاعفت مساحات أكثر من 12 مستوطنة شرقي الجدار(أي خارج الكتل الاستيطانية). وأن نصف المساحة التي ضمت هي بملكية فلسطينية خاصة. لا ضير فنحن في كل حالة نوشك على أن نخرج من هناك.


 


قد تستخدم ليفني أيضا اصطلاح «التنازلات المؤلمة» كما جاءت على لسان أرئيل شارون. ولكن الاعتماد على الفرضية بأن مسيرتها العاقر لن تنتهي إلى صدام دموي مثل الانتفاضتين السابقتين هو مراهنة خاسرة. فثمن حل الدوليتين لم يتغير تقريبا منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني في الجزائر في ديسمبر/ كانون الأول عام 1988. ولا يوجد أي علامة تشير إلى أن ليفني ستحصل من عباس على عرض أفضل من العرض الذي كان ياسر عرفات على استعداد كما يبدو لتقديمه ليتسحاك رابين، شمعون بيرس، بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك.


 


حينما تنهار أسهم “عملية السلام” ، لا يمكن أن تختبئ ليفني وشركاؤها الائتلافيين من وراء تبرير “لم نعلم”. فقد حذر قريع هذا الأسبوع بشكل واضح من انتفاضة ثالثة. وقال مهندس أوسلو في مقابلة مع وكالة رويترز ردا على سؤال حول ما سيقوم به الفلسطينيون إذا وصلت المحادثات إلى طريق مسدود: “المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع”.


 


ولكن عمليا، المحادثات وصلت منذ مدة طويلة إلى طريق مسدود، والمعارضة لإسرائيل ولمعسكر قريع باتت في ذروتها.


 


بعد أن خسرت حركة فتح قطاع غزة، يقترب سكان القدس الشرقية والضفة الغربية من حماس. وفي أعقاب عملية الدهس في القدس كشفت الشرطة أن هذه السنة شهدت ارتفاعا كبيرا في العمليات التخريبية في المدينة، بالمقارنة مع السنة الماضية. وأعلن الشاباك أنه منذ مطلع عام 2007 تم إحباط 7 عمليات في القدس خططتها خلايا محلية دون توجيه من التنظيمات في الضفة الغربية. الغليان يتغلغل شيئا فشيئا في أوساط الأقلية العربية في إسرائيل.


 


حينما كانت ليفني عضوا في حكومة الليكود برئاسة شارون كان الإرهاب ذريعة لوقف عملية السلام. اليوم، حينما تحذر من أن وقف العملية سيقود إلى فقدان الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة، انقلبت الأمور. هذه المرة وفي محافل آخذة في الاتساع في أوساط الفلسطينيين ، يهددون بوقف المفاوضات والمطالبة بمساواة في الحقوق في دولة واحدة، أو إرخاء العنان لمفعول التكوينة الديمغرافية.


عشية الانتخابات التمهيدية اعترفت ليفني: “كنا ألأمل وفشلنا”، وتعهدت بأن تعمل على الإصلاح. مسؤولية إصلاح الفشل الكبير- فقدان الأمل والسلام- ملقاة منذ هذه اللحظة على عاتقها، ولن يقوم أي شريك ائتلافي بالمهمة عوضا عنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى