تقارير أمنية

تقييم استخباري صهيوني لانفجار دمشق الدموي

 


بقلم: رونين بيرغمان


مراسل يديعوت أحرونوت للشؤون الخارجية


في 22 كانون الاول 1994 قتل فؤاد مغنية، شقيق عماد مغنية، في انفجار سيارة مفخخة في جنوب بيروت. ومعه قتل ثلاثة اشخاص آخرون. واصيب ما لا يقل عن 15 شخصا بجراح خطيرة.


عماد مغنية، الذي بدت له حقيقة أن احدا ما كلف نفسه عناء قتل أخيه بدت له مشبوهة، لم يصل الى الجنازة. في لبنان نسبوا التصفية للكيان الصهيوني، التي حسب مصادر اجنبية أملت بتصفية عماد مغنية في اثناء الجنازة.


أول أمس، مع صدور نبأ الانفجار الشديد الذي هز دمشق وفي ظل المحاولة لتخمين من يقف خلفه، كان هناك من ذكر الحدث اياه وتحدث عن تفاصيله.


وقد قال ذلك ردا على الادعاء بانه لا يحتمل أن تكون تل أبيب تشغل نفسها بتفجير سيارة مفخخة – او بتعبير آخر في عملية جد غير مركزة – كي تحقق اهدافا عملياتية في قلب ارض العدو.


المؤكد هو أنه لدى الجارة الشمالية لا توجد لحظة خفيفة. يتبين أن الدولة التي اعتبرت احدى الدول المستقرة في الشرق الاوسط – تلك التي حرص قادة الحكم فيها دوما على الرد بكثافة شديدة على كل مظهر معارضة وشوارعها يملؤها رجال المباحث – باتت فالتة على نحو خاص.


وهكذا يراكم الرئيس بشار الاسد المزيد فالمزيد من النقاط السلبية في الرأي العام العربي والدولة ويتخذ صورة من لا ينجح في السيطرة على ما يجري في داخل بيته.


إذن من يمكن أن يقف خلف الانفجار؟


·    سطحيا يدور الحديث أغلب الظن عن نوع من الخلل او حادثة العمل، ذلك انه على الاقل حسب التقارير لم يظهر أن الانفجار وقع ضد هدف محدد.


·    واذا كان الحديث يدور عن حادثة، فيحتمل أن تكون هذه ارسالية سورية (لحزب الله مثلا) جرت معالجتها باهمال. هذا تقدير اشكالي في ضوء حقيقة أنه لا يعرف بمخازن سلاح او ذخيرة في المنطقة اياها.


·    محافل من المعارضة السورية تدعي بان هذه حادثة عمل لمحافل الامن السورية. وبزعمها، فان فرع فلسطين الذي يختص بانتاج السيارات المفخخة حمل مادة متفجرة على السيارة، وهذه انفجرت في اعقاب خلل فني في طريقها الى هدفها.


·        محافل عربية مختلفة اتهمت فورا الموساد بتنفيذ العملية. سطحيا يبدو أن الحديث يدور عن مجرد رد فعل شرطي.


·    ومع ذلك فان المنطقة التي وقعها فيها الانفجار تعج بالنشاط الايراني الكبير: توجد هناك مكاتب لوكالات ومنظمات ايرانية على رأسها محافل الاستخبارات من طهران.


·    الاستخبارات الايرانية في دمشق ذات اهمية هائلة، كونها مسؤولة عن جزء من التنسيق مع حزب الله. ويمكن الافتراض بانه اذا كانت الاستخبارات الصهيونية تهتم بما يجري في دمشق، لحظيت هذه المنطقة باهتمام خاص.


·        امكانية اخرى هي أن تكون هذه عملية من محافل لبنانية ما تعارض التدخل السوري المستمر في بلادهم، رغم الانسحاب المزعوم.


·    في موقع للجهاد العالمي على الانترنت طرحت نظرية المؤامرة في ان النظام السوري هو الذي نفذ العملية لتبرير عملية سورية في لبنان ضد المعارضين له.


·        امكانية اخرى هي أن الحديث يدور عن منظمة معارضة سورية ما ارادت احراج النظام او تصفية هدف معين.


·    من يمكن له أن يكون ايضا خلف الانفجار؟ النبأ عن الضربة الاخرى التي وجهت أمس لمكانة الاسد اثارت فرحا كبيرا في مواقع القاعدة، المعادية جدا للنظام في دمشق.


·        القاعدة سبق أن اثبتت قدرة عملياتية في دمشق حين حاولت في العام 2006 المس بالسفارة الامريكية في دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى