لماذا يختار الشعب الإسرائيلي رؤساءه من المجرمين؟!
لقد تشكلت عادة عند الشعب الإسرائيلي هي اختيار رؤسائه من مجرمي الحرب الذين قاموا بعمليات تطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني.. لماذا؟!
من الواضح أن تلك كانت نتيجة طبيعية لنشأة “إسرائيل”، فلقد كان الإرهاب هو الوسيلة التي استخدمت في طرد الفلسطينيين واغتصاب أرضهم ومنازلهم.
لقد أوضح الله سبحانه وتعالى لنا الطبيعة الإجرامية لبني “إسرائيل”، وقسوة قلوبهم في سورة البقرة: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون).
لذلك، فلا تتعجبوا من ارتكاب الإسرائيليين للجرائم ضد الإنسانية، فتلك طبيعة قلوبهم التي تفوقت على الحجارة في القسوة فلم تعد تلك القلوب القاسية تمتلك شيئاً من العواطف والمشاعر.
هل تريد دليلاً على ذلك؟ حسناً.. سأعرض لكم بعض ما جاء في دراسة ديفيد ديوك.
لماذا يقتلون الأطفال؟
لقد تضمنت تلك الدراسة بعض المعلومات عما حدث في مذبحة دير ياسين التي نفذها مناحيم بيجين الذي اختاره الشعب الإسرائيلي ليكون رئيساً للوزراء، الذي منحوه جائزة نوبل مناصفة مع السادات.
ولقد اعترف مناحيم بيجين بدوره في تنفيذ تلك المذبحة التي راح ضحيتها 245 فلسطينياً.
لقد كان الهدف الرئيسي لتلك المذبحة هو إشاعة جو من الرعب والخوف في نفوس الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل، ولقد كان من الطبيعي أن يحدث ذلك الرعب فإذا عرفتم ما حدث فلا تتعجبوا!!
لقد تضمن التقرير الذي كتبه رئيس بعثة الصليب الأحمر جاك دي رينر وصفاً يسبب صدمة لكل ضمير إنساني فهو يقول إنه وصل إلى قرية دير ياسين في اليوم الثاني للمذبحة فوجد أن الإرهابيين الإسرائيليين قد استخدموا البنادق الآلية في قتل الفلسطينيين ثم استخدموا السكاكين في الإجهاز على الجرحى، وكان من بين الضحايا 52 طفلاً، وقد اعترف الإرهابيون الصهاينة بأنهم قاموا بذبح الأطفال أمام أعين أمهاتهم.. هل هناك قسوة أكثر من ذلك، وهل شهد التاريخ جريمة أكثر بشاعة من تلك؟ نعم هناك ما هو أكثر قسوة وإجراماً.. لقد قام الإرهابيون الإسرائيليون ببقر بطون 25 امرأة، وإخراج الأطفال من أرحامهن وذبحهم.. لقد ذبحوا الأطفال الذين أخرجوهم من أرحام الحوامل!!
ولقد اعترف الضابط في الهاجاناه مائير بائيل في مذكراته التي كتبها بعد تقاعده بكل ما جاء في تقرير جاك دي رينر، وقد نشرت جريدة يديعوت أحرونوت اعترافات مائير بائيل التي جاء فيها إن الجنود الأرجون وليهي وهي عصابات صهيونية إرهابية قد هاجموا القرية بشكل مفاجئ وقاموا بتطهير البيوت، وإطلاق الرصاص على الفلسطينيين بمن فيهم النساء والأطفال، ثم أخذوا من بقي حياً، ووضعوهم في صف طويل وقتلوهم بدم بارد.
كما قال أحد قادة العصابات الصهيونية التي نفذت المذبحة وهو زافي انكور: لقد رأيت النساء اللواتي تم بقر بطونهن، ولقد كانت عمليات القتل تتم بشكل متعمد.
يعلق ديفيد ديوك على هذه الاعترافات بسؤال هو: هل شاهد أحدكم في أي فيلم وثائقي أو حتى في أفلام هوليوود مثل هذا الرعب والإرهاب الذي أشاعته “إسرائيل” في دير ياسين.
لقد سمعتم كثيراً عن الضحايا اليهود على يد هتلر، لكن هل سمعتم شيئاً يشبه تلك الجريمة التي تم فيها بقر بطون النساء الحوامل في دير ياسين.. هل سمعتم شيئاً يشبه تلك الجريمة التي تم فيها إخراج الأطفال من الأرحام وذبحهم.. هل سمعتم شيئاً عن جرائم بيجين وشامير وباراك وشارون، وهي بالقطع تفوق كل ما قيل عن جرائم هتلر.
لقد قامت الولايات المتحدة بتخصيص قسم من وزارة العدل لمطاردة النازيين ومحاكمتهم على جرائمهم ضد الإنسانية، بينما يقيم الرؤساء الأمريكيون المآدب الفاخرة على شرف المجرمين الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم أكثر بشاعة من جرائم النازية.
إزالة الإرهاب
والرئيس الأمريكي بوش مغرم بالحديث عن القضاء على الإرهاب.. أليس مذبحة مثل دير ياسين عملاً من أعمال الشر والإرهاب يستحق من ارتكبوه أن يتم تقديمهم للمحاكمة.
لقد قال بيجين بوضوح إن إرهاب الفلسطينيين وإشاعة الرعب بينهم كان العامل الحاسم في إقامة دولة “إسرائيل”. لقد أقام الدولة الإسرائيلية على الإرهاب، والإسرائيليون هم الذين طوروا أساليب الإرهاب منذ عام 1948 حتى الآن.
لقد واجه الفلسطينيون إرهاباً مستمراً من “إسرائيل”، حيث تمت إزالة المئات من القرى الفلسطينية من على الخريطة، وتم تدمير عشرات الآلاف من منازل الفلسطينيين، وتجريف أراضيهم وإزالة مزارعهم بواسطة البلدوزرات.
لقد قتلت “إسرائيل” عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين، كما تعرض أكثر من ذلك العدد لإعاقات دائمة، وتلك أيضاً جريمة ضد الإنسانية.
كما قامت “إسرائيل” باعتقال عشرات الآلاف من الفلسطينيين وسجنهم وتعذيبهم لسنوات طويلة، فهل يجرؤ بوش على القضاء على الإرهاب الإسرائيلي؟!
الاعتداء على المخيمات
و”إسرائيل” لم تخجل من الاعتداء على مخيمات الفلسطينيين اللاجئين الذين طردتهم من أرضهم واغتصبت بيوتهم.. لقد طاردتهم حتى وهم يعيشون حياة بائسة في المخيمات، وقامت بتدميرها على رؤوس النساء والأطفال، لقد استخدمت “إسرائيل” دباباتها وصواريخها للهجوم على القرى الفلسطينية وتدمير بيوت الفلسطينيين، وهذه الصواريخ المصنوعة في أمريكا لا تفرق بالتأكيد بين إرهابي وطفلة في الثامنة من عمرها.
وطبعاً نحن نرفض استخدام ديوك لوصف الإرهابي في الإشارة إلى المقاومين.
إنهم مقاتلون من أجل الحرية يكافحون بشرف لتحرير أرضهم، ويواجهون ببطولة الإرهابيين الإسرائيليين، ولقد دأبت “إسرائيل” بعد كل عملية تقوم بها المقاومة الفلسطينية ضدها على الاعتداء على أسر المقاومين وتدمير بيوتهم، فمن الذي أعطى ل”إسرائيل” الحق في تدمير بيوت الفلسطينيين أمام شاشات التليفزيون.
كما قامت “إسرائيل” باغتيال مئات القادة الفلسطينيين ألا يشكل ذلك إرهاباً؟! لقد كان معظم هؤلاء القادة من الشعراء والكتاب والسياسيين الذين استخدموا الكلمات في الكفاح من أجل حق شعبهم في الحرية.
وعلى سبيل المثال قام إيهود باراك بقيادة قوة كوماندوز للاعتداء على السيادة اللبنانية عام 1972 وذبح الكاتب كمال عدوان وهو نائم في سريره، ثم استقبلت الصحافة الأمريكية إيهود باراك كبطل.
تلك هي المعايير المزدوجة التي تطبقها أمريكا، التي جعلتها تعتبر اغتيال زائيفي الذي يطالب بطرد الفلسطينيين ويصفهم بأنهم سرطان إرهاب بينما لا تستنكر قيام “إسرائيل” باغتيال مئات السياسيين والمفكرين والفلاسفة والكتاب الفلسطينيين، علماً أن زائيفي يعتبر من أخطر الإرهابيين الذين مارسوا عمليات القتل وتهجير الفلسطينيين، وقد دعا إلى اغتيال ياسر عرفات.
وفي عام 1991 قال زائيفي في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي إن الرئيس بوش يعتبر عدواً ل”إسرائيل” لأنه يقوم بالضغط عليها في محادثات السلام، وأن أمريكا تتآمر لتنفيذ هولوكوست ثانية ضد اليهود ومع ذلك تعتبر أمريكا اغتيال زائيفي إرهاباً بينما لا تستنكر اغتيال القادة الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل الحرية!! هذه هي أمريكا التي تطبق المعايير المزدوجة وبسبب ظلمها كرهتها الشعوب.