سمات جندي “الأمن “
إن جندي المهام الخطرة يختلف عن أي جندي آخر فهو يقف على ثغرة هامة من ثغر التنظيم وحديث النبي – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – : ” أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ” وأول ما يداهم التنظيم يكون سببه فشل الجهاز الأمني في التنبؤ بالضربة ووقتها ، و سمات هذا الجندي “جندي الأمن” يجب ان تنسجم مع مهامه التي لا يقدر عليها من لا يمتلك هذه السمات ونوجزها بما يلي :
1. العقيدة الراسخة والمعنويات العالية وأن يكون صاحب همة عالية .
2. الضبط القوي ويتمثل بالطاعة التامة للقائد وتنفيذ الأوامر بحرص وأمانة وعن قناعة وشوق.
3. التدريب الجيد و الانتظام وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا ” .
4. التنفيذ الدقيق للمهام ويتمثل في الدور الذي قام به حذيفة بن اليمان يوم الخندق ليتحسس أخبار الأحزاب وكان بإمكانه أن يبطش بمعاوية وأبيه وعمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعا ولكن لضبطه وتنفيذه الدقيق لأوامر النبي – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – جعله يلتزم بذلك ولا يحيد عنه قيد أنملة. وفي ذلك يقول حذيفة – رضي اللَّه عنه : لقد رأيتنا مع رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – ليلة الأحزاب ، وأخذتنا ريح شديدة ، وقر ( برد ) ، فقال رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – : ” ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله اللَّه معي يوم القيامة ” ، فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، ثم قال : ” ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله اللَّه معي يوم القيامة ” ، فسكتنا فلم يجبه منا أحد ، فقال : ” قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم ” فلم أجد بدا إذ دعاني بإسمي أن أقوم ، قال : ” اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ ” ، فلما وليت من عنده ، جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم ، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهما في كبد القوس ، فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – : ” ولا تذعرهم عليَّ ” ولو رميته لأصبته ، فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام ، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت قررت ( بردت ) ، فألبسني رسول اللَّه – صلَّى اللَّه عليه وسلَّم – من فضل عباءة كانت عليه يصلِّي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت ، قال : ” قم يا نومان ” . رواه مسلم . وفي رواية أخرى فيما يرويه حذيفة: “…. حينما دخلت معسكر قريش صرخ أبو سفيان قائلا : يا معشر قريش ليتعرف كل أمريء منكم جليسه واحذروا الجواسيس – وكادت مهمة حذيفة أن تفشل لولا انضباطه وتصرفه الحاذق – فأخذ بيد جليسه على يمينه ، قال : من أنت ؟ قال : أنا معاوية بن أبي سفيان ، وقبض يد من على يساره قال : من أنت ؟ قال : عمرو بن العاص . سيرة ابن هشام .
5. القدرة الفائقة على الإفلات من الكمائن والالتفاف عليها والمرونة والانضباط في حالة الطوارئ وزمن المباغتة , قدوتنا في ذلك عمرو بن العاص عندما استطلع بنفسه الروم وكاد أن يكشف أمره لولا انضباطه.
6. ديمومة الاتصال بالجهات المسئولة وتزويده بكل طارئ وجديد .
7. القدرة على تطوير الموجود وتوفير الناقص والمفقود والركود سلاح خطير يجلب الخطر.
8. التجربة والتدريب العملي ، والتعبئة النفسية والفكرية والعلمية المتواصلة .