الإعلام الصهيوني وتغييب الرواية الفلسطينية
المجد:
هدف الإعلام الصهيوني بالأساس إلى التقليل من شأن الفلسطينيين كشعب ، وأبرز نموذج على ذلك استبدال عبارة الشعب الفلسطيني بعبارة الفلسطينيين ،ولكل من هاتين العبارتين مدلول كبير .
وإن متابعة وسائل الإعلام الصهيونية منذ بداية الانتفاضة تثير علامات سؤال عديدة حول مهنية ومصداقية مراسلين ومحررين وصحف ، ليس فقط بما يقولونه ، بل بما لا يقولونه.
وفي تغطيتها لأحداث الانتفاضة، انتهجت وسائل الإعلام الصهيونية أسلوبا لترويج الموقف الرسمي ،وقامت رواية الأحداث على النحو التالي :
1- عدم إحضار متحدثين فلسطينيين في البرامج الحوارية كما كان يحدث قبل الانتفاضة ، وإنما صهاينة يتحدثون مع بعضهم البعض ، ويكيلون التهم للفلسطينيين دون أن يدافع عنهم أحد ، وقد تلقى مديرو الأقسام في التلفزيون والإذاعة الصهيونلية باللغة العربية ، تعليمات من جهات أمنية طالبت بتشديد الرقابة على التقارير الصحفية ، وتلك التي تجري مع شخصيات فلسطينية وأعضاء كنيست عرب .
وربما جاء ذلك تماشيا مع التعليمات التي أصدرها شارون الذي انتقد أداء الإعلام الصهيوني ، لاسيما التلفزيون الذي يفتح أبوابه لـ” أعداء إسرائيل”، وطالب بأن تكون سلطة البث خادمة لمصالح العدو الصهيوني أولا وقبل كل شيء ، لأنها في معركة كبيرة ضد “الإرهاب الفلسطيني”، وعلى القناة العامة أن تكون رديفا للدولة في هذه المعركة ، وعدم منح العدو وقتا من برامجها .
2- وسائل الإعلام الصهيونية التي حاولت إبراز الرواية الفلسطينية بخلاف غيرها ، مثل صحيفة هآرتس ، لم تستخدم المصادر الفلسطينية بطريقة عادلة ، فدائما كان كتابها يستخدمون كلمة ( يدعي أو ادعاء ) عند ذكر الفلسطينيين ، فيقولون : ادعى مصدر فلسطيني …. يدعي الفلسطينيون .
3- إن المعلومات التي تغطي الأحداث والتقارير الإخبارية هي من تزويد المصادر الحكومية الرسمية ، مثل مكتب رئيس الحكومة ، والوزراء ، وأعضاء الكنيست ، إضافة إلى المسئولين العسكريين وجهاز الشرطة ، وبالتالي يدفع ذلك الصحافيين والإعلاميين إلى قبول خطاب الأمن من أجل فهم الأحداث .
4- لم تنقل وسائل الإعلام الصهيونية معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قراهم ومدنهم ، أكثر من ثلاثة ملايين إنسان كانوا وما يزالون محاصرين ، وهناك قرى معزولة تماما عن العالم ، وما يشمله ذلك من نقص في الإمدادات الغذائية والتموينية .
وقد وجه مدير عام البث التلفزيوني توبيخا إلى مراسل برنامج إخباري لنشره تقريرا عما يحدث للفلسطينيين عند حاجز إيريز شمال قطاع غزة ، وتطرقه إلى الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون في غزة .
أما ما يتعلق بالتغطية الصهيونية لأحداث العمليات الفدائية، فجاءت على النحو التالي:
1- استخدام أسلوب معروف وهو البعد الإنساني للعملية من أجل استقطاب الجمهور ، القتلى الصهاينة في العمليات ، العمر والحالة الاجتماعية وعدد الأطفال ، وصورة العربات للأطفال وهكذا.
2- استخدام طريقة عرض صحفية متطورة تعتمد على التناقضات والتقلبات ، مثل تصوير والدة الجندي باكية ، وعلى نفس الصفحة سرد بأسماء حوادث القتل التي استهدفت الشبان الصغار .
3- أسلوب إبراز العناوين خلال أحداث العمليات الاستشهادية باللونين الأحمر والأسود ، أي بلوني الدم والحداد .
4- تخصيص كامل الصفحات للحديث عن العملية .
إعداد/ المجد ..”نحو وعي أمني”