عين على العدو

الإعلام الصهيوني يصور الفلسطينيين أرقاما!!

 


المجد:


يسقط يوميا شهداء فلسطينيون ويصاب عشرات آخرون ، ومعظم المصابين من الأطفال ، وتكتفي وسائل الإعلام الصهيونية المسموعة والمرئية والمكتوبة بنشر عدد القتلى والجرحى.


وجميع هؤلاء الضحايا –حسب الإعلام الصهيوني-سقطوا في مواجهات مع قوات الجيش عندما أطلقوا النار على جنود أو ألقوا حجارة ، أي أنهم هم المعتدون والجنود يدافعون عن أنفسهم ، لا تذكر الأسماء والأعمار ، وأماكن سكناهم وظروف استشهادهم ولم تقدم أي وجهة نظر فلسطينية .


وهذا الأمر له علاقة بميزان التغطية لصالح الصهاينة ، فإن تغطية ” العنف ” – إن صح التعبير- ، الذي يعاني منه الطرفان غير متوازن.


ولذلك نرى أن تغطية ما يقوم به الفلسطينيون  على أساس انه “عنف “أعلى من عنف الصهاينة على عدة مستويات ، ويتم تزويد تفاصيل مسهبة ذات علاقة بالخسائر الصهيونية والتي يعتبرها “ضحايا” ، فيما لا تظهر تلك التفاصيل فيما يتعلق بالضحايا الفلسطينيين .


وقد أقيل المحرر الصحفي عمير ربابورت من صحيفة يديعوت أحرونوت بعد أن قام بنشر قائمة بأسماء 16 فلسطينيا قتلوا على يد الجيش في يوم واحد ، 13 من بينهم مدنيين و5 أطفال ، وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من جانب عشرات القراء الذين ادعوا أن الاستعراض الصحفي غير وطني من جانب المحرر !


ولكن متى تنشر أسماء الضحايا الفلسطينيين ؟


1- عندما لا يكونون عربا ، مثل الدكتور الألماني الأصل ( هاري سيشارد 55 عاما ) الذي قتل بشظايا صاروخ في بيت جالا عندما كان يستعد لنقل الجرحى إلى المستشفى في بداية الانتفاضة .


2- رغم إتباع وسائل الإعلام الصهيونية لأسلوب المبني للمجهول في مقتل الفلسطينيين ، فإنه في المرات المعدودة التي قدمت الأخبار بصيغة المبني للمعلوم ، كانت عند حدوث عمليات اغتيال ، وهدفت من ذلك إلى تبيان وتعزيز القناعة بأن الجهود الأمنية الصهيونية كانت تتعامل بفعالية مع التهديد الكامن الذي يمثله الفلسطينيون .


3- وفي حين أن وسائل الإعلام – كما مر معنا- تتجاهل بشكل دائم أسماء الشهداء الفلسطينيين وأعمارهم ، وما يخصهم من معلومات شخصية ، إلا أنها تعمد إلى ذكر القتلى المشتبهين بالتعاون مع سلطات الاحتلال ، شارحة مسيرة التعذيب التي مروا بها لدى النشطاء الفلسطينيين ، ويلاحظ أن هذه الأنباء تأخذ وقتا أطول بكثير من فقرة الأوضاع الميدانية في الضفة والقطاع .


4- تلجأ وسائل الإعلام الصهيونية ، لاسيما المرئية منها ، إلى التلاعب بالصورة التلفزيونية من خلال تقريب العدسة على الجمهور الصهيوني أثناء تشييع أحد قتلاهم ، مما يعطي تأثيرا كبيرا للمشاهد ، ويخلق حالة تضامنية معه.


في حين تغيب صورة الضحايا الفلسطينيين تماما ، وبينما كان التلفزيون الصهيوني بمختلف قنواته يبث أحيانا صورا لجنازات الشهداء الفلسطينيين عن بعد ، ومن خلال لقطات قصيرة لا توحي بمظاهر الحزن والألم التي تعتصر قلوب المشاركين في الجنازة .


ومن ذلك ما حدث عند قيام قوات الاحتلال بتفجير بناية سكنية في مدينة رام الله بتاريخ 30/4/2001 واغتيال حسن القاضي أحد عناصر حركة فتح ، فقد تجاهلت وسائل الإعلام الصهيونية الإشارة إلى استشهاد طفلين شقيقين في الحادث ، واكتفت بالقول أن ثلاثة أشخاص قتلوا في حادث التفجير.


كما تجاهلت القنوات التلفزيونية الصهيونية بث الصور المؤثرة عن عملية انتشال الطفلين من تحت الأنقاض التي تناولتها شبكات التلفزة العربية والأجنبية ، وفي اليوم التالي بث التلفزيون صورا لجنازة الشهداء الثلاثة ، وتركزت على مسلحين فلسطينيين يتقدمون الجنازة ، وعلى شاب يحمل علم العراق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى