ابن الزعيم وحفيد المؤسس والناطقة بلسان العسكر ينضمون إلى الليكود
فلسطينيو 48
حين يشم السياسيون رائحة النصر يختارون أن يكونوا هناك ، في السياسة ، وقبل الانتخابات عادة هناك موضة , أو عادة , حزب جديد أو حزب قديم متجدد, في الانتخابات الماضية كان ذلك كاديما, وفي المقابل كان حزب العمل المتجدد الذي انتخب عمير بيرتس ولم يترك نجما إلا وفاوضه, شيلي يحيموفيش نجمة إعلامية كبيرة وافيشاي بريفرمان رئيس جامعة بئر السبع وعامي ايلون رئيس جهاز امن سابق وآخرون, النتيجة كانت بالقوة 19 مقعدا والباقي للتاريخ.
كاديما الذي تزعمه ايهود اولمرت لم يكن مجرد حزب جديد ، هو خليط من المنسحبين من الليكود وحزب العمل وشخصيات جديدة تبحث عن مقعد, خاضت كاديما الانتخابات حين كان زعيمها ومؤسسها ارئيل شارون في غيبوبة, هكذا أصبح أيهود اولمرت بفعل التجديد وبفضل غيبوبة شارون رئيسا لحكومة إسرائيل , والباقي للتاريخ أيضا.
كان “ضحية” انتخابات الكنيست السابقة في إسرائيل حزب الليكود الذي خسر الحكم وخسر نفسه وكاد يهبط إلى ما تحت العشرة مقاعد ولأول مرة في تاريخه.
الأصوات التي ارتفعت ما بعد الانتخابات بإقالة زعيم الحزب بنيامين نتنياهو أو التي طالبت باستقالته كانت كثيرة, سيلفان شالوم ، الذي نافس نتنياهو على رئاسة الحزب في حينه, اصبح في عداد المفقودين بالكاد يظهر وبالكاد يعرف البعض انه ما زال في الكنيست, اما نتنياهو فهو صاحب الحظ الأوفر اليوم لتركيب الحكومة القادمة في إسرائيل ,كما يبدو على الأقل من استطلاعات الرأي العام, حتى الآن.
للانتخابات رائحة , ورائحتها تزكم في أنوف السياسيين, وكل واحد يبحث عن مكان تحت الشمس في المرة القادمة , يعرف أن عليه أن يبحث عن مكان مضمون, وهذه المرة كما في المرة الأخيرة لن تكون الايديولوجيا عائقا, ولن تكون حجر عثرة أمام من يبحث عن كرسي, المهم أن يصل إلى هناك وبعدها سيجد ألف حجة وتفسير وتبرير لوصوله في حالة أن ذلك كان مناقضا لوجهة نظره الإيديولوجية.
في هذه الانتخابات يبدو أن الليكود سيكون الأكثر رواجا في السوق, ليس فقط عند المصوتين بل عند الذين يبحثون عن كرسي أو أن كرسيهم على كف عفريت في حزب آخر .
الليكود يبدو اليوم ,بكونه حزبا معارضا, هو صاحب الاحتمالات الأقوى لتركيب الحكومة القادمة, وأسماء جديدة تذكر على انه مرشح للانضمام لليكود أو العودة إليه, على راس هؤلاء بيني بيغن ابن مؤسس حركة “حيروت” وزعيم الليكود الأكثر شعبية سابقا مناحيم بيغن.
على رأي البعض فان بيغن الابن هو من نوع السياسيين المبدئيين للغاية, وما زال حتى اليوم يسافر في حافلة إلى عمله .
بيغن الابن من النوع القديم, كما يقال عن السياسيين, لا يحب الإعلام ولا يحب التسويق ويقول كل ما قلبه, لأنه هكذا فهم السياسة, على ذلك من الممكن أن يكون عمله في الآثار هو جزء من شخصيته.
البعض يقول انه ما زال هناك, في نفس المكان الذي ترك به السياسة, لا جديد عنده ,سوى انه ابن الزعيم ,واسم بيغن عند الإسرائيليين له مفعوله الخاص, ويكفي أن يكون اسمه من ضمن المرشحين لليكود كما يرى البعض ليزداد تأييد الليكود ,ليس بفعل بيني الابن, بل بفعل صيت والده مناحيم.
الرواية تقول أن بيغن الابن كان التقى نتنياهو قبل سبعة أشهر في الذكرى السنوية لوفاة والده, وهناك توجه نتنياهو لبيغن طالبا منه عقد جلسة, من جهته قال بيغن انه في حالة دعي فانه سيلبي, لكن شيئا لم يحدث كل هذه الفترة.
الاثنان لم يعقدا أية جلسة إلا بعد تدخل عضو الكنيست من الليكود روبي ريفلين , صديق مشترك للاثنين ,حيث اجتمع الاثنان عدة مرات مؤخرا الأمر الذي فتح الطريق إمام بيغن للعودة إلى الليكود.
على رأي احد المحللين السياسيين في إسرائيل فان عودة بيجن إلى الليكود تؤكد أن :”اهم مصنع لإعادة الإنتاج في إسرائيل ,ليس الورق ولا البلاستيك ولا المجاري بل السياسيون لأنهم يعودون دائما في حالة بحلة جديدة”
بيغن ما زال يعتبر من أنصار اليمين التاريخي في إسرائيل, اليمين الذي مثلته حيروت ووالده في سني السياسة السابقة, حين كان الوزير يستقيل على سرعة زائدة في إسرائيل, وحين كان رئيس حكومة يستقيل بسبب حساب لزوجته في البنك, بيغن يمثل نوعا من السياسيين في إسرائيل خرج من الاستعمال, أو انتهت مدة استعماله, لكن نتنياهو يعرف أن بيغن الذي لم يعد ذا صلة للحياة السياسية في إسرائيل هو مهم ومفيد للتسويق ,هو مهم للغاية لاستقطاب الجمهور الذي يقع على يمين الليكود وهو مهم جدا لأنه ابن المؤسس ولان الاسم بيغن فقط له مفعوله على أناس كثر.
هذا ما يريده نتنياهو من اجل النجاح, لأنه من الناحية الأخرى ضم إلى صفوف الليكود الجنرال عوزي ديان والقائد العام للشرطة في إسرائيل سابقا اساف حيفتس, كما انه يعيد دان مريدور احد ابرز قيادات الليكود قبولا وشعبية سابقا, وكذلك يتم ضم حفيد قائد التيار التصحيحي زئيف جابوتينسكي , بالنسبة لنتنياهو المسالة لا تعدو أكثر من خطوة تسويقية لنجاحه ونجاح حزبه, ما غير ذلك لا يهم.
لا فرق كبيرا منذ الآن بين الأحزاب الكبيرة او المركزية (العمل والليكود وكاديما) ,ثلاثتها متشابهة ولا شيء جديدا تطرحه سوى نجوم جدد, لا يهم الفكرة التي يحملها النجم المهم انه يستطيع استقطاب ناخبين, الأحزاب الكبيرة تبدو مثل السوبرماركيت فيها كل شيء ,ما يجمعها هو الكرسي, الايديولوجيا مركب هامشي للغاية لا أهمية له ولا فائدة ترجى منه, لن يصوت الناس لا للمبادئ ولا للايديولوجيا , التصويت سيكون بالأساس للنجوم داخل هذه الأحزاب , نتنياهو هو الذي يقود الليكود بدونه لن يتجاوز حزبه العشرين مقعدا, تسيبي ليفني هي التي تقود كاديما بدونها لا يتجاوز حزبها ال 15 مقعدا, وايهود براك هو الذي يقود حزبه إلى هزيمة نكراء وبدونه قد يتجاوز حزبه ال 15 مقعدا, هذه كلها حقائق, الذين يقفون على راس الأحزاب هم نجوم أولا, وبعد ذلك سياسيون لهم انجازات وتاريخ, للسلب والإيجاب.
بيغن هو الأكثر نوعية من النجوم الذين ضمهم أو أعادهم نتنياهو, فهو معروف بنقاء اليدين في السياسة الإسرائيلية كما انه معروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ,وهو كذلك ابن مناحيم بيغن, بيغن هو الشخص الذي سيمنح شرعية كبيرة لنتنياهو, ترك الليكود قبل تسع سنوات, وترأس المعهد الأثري في إسرائيل, وهو الآن يعود ليكون جنكل انتخابي ,لا يريد نتنياهو أكثر من ذلك.
ليس بيغن فقط في طريقه إلى الليكود, فهناك حديث عن انضمام زعيم حزب المفدال سابقا واحد ابرز الشخصيات في اليمين الإسرائيلي عضو الكنيست ايفي ايتام .
ايتام كان اعلم زملاءه انه قرر عدم الانضمام الى الحزب الجديد الذي سيضم احزاب الوحدة الوطنية – المفدال الأربعة (موليدت, تكوما ,الحزب الصهيوني المتدين القومي المتجدد والذي كان ايتام شكله مع يتسحاك ليفي بعد الانسحاب من المفدال في انتخابات الكنيست ال 16,أما الحزب الرابع فهو المفدال).
وقال أيتام أن الحزب الجديد سيكون قطاعيا يتوجه إلى الجمهور المتدين-القومي – المحافظ ولا يفتح أبوابه بما فيه الكفاية للجمهور العلماني القومي”.
وفي سياق متصل كانت الناطقة السابقة بلسان الجيش الإسرائيلي ميري ريغف أعلنت في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم الليكود بنيامين نتنياهو عن انضمامها لحزب الليكود .