الزنانة لا تتوقف رغم التهدئة
الزنانة لا تتوقف رغم التهدئة
طائرات الاستطلاع هدفها جمع المعلومات والتنغيص على المواطنين
غزة: المجد
شهدت أجواء قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع الصهيونية، ما يثير تساؤلات لدى الغزيين لاسيما وأن “التهدئة” المعلنة في القطاع منذ 19/6 الماضي، والتي تم تحديد سقفها الزمني بستة أشهر لازالت قائمة.
ويخشى الفلسطينيون في القطاع المحاصر من أن تكون الطلعات المتكررة لطائرات الاستطلاع تلك والتي تعرف لديهم باسم “الزنانة” تمهيداً لفترة ما بعد “التهدئة” حيث يتوقعون أن يشهد القطاع بعدها تصعيداً صهيونياً غير مسبوق خاصةً في حال عدم الانتهاء من ملف الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية، “جلعاد شاليط”، وذلك في الوقت الذي دعت فيه العديد من فصائل المقاومة لا سيما حركة الجهاد الإسلامي إلى إعادة النظر في مسألة “التهدئة” ووصفتها بأنها باتت تشكل خطراً على القضية الفلسطينية.
فتجربة المواطنين مع طائرات الاستطلاع قاسية ومؤلمة كونها عرفت بأنها تطلق صواريخ باتجاه الأهداف المدنية وأمعنت في قتل المواطنين والمقاومين من خلال صواريخها الدقيقة التي تعمل على تمزيق الأجساد إلى قطع صغيرة.
من جانبه، قال رأفت حمدونة المتخصص في الشؤون الصهيونية،:” إن التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع في الآونة الأخيرة تخطى كونه وسيلة “إسرائيلية” لجمع المعلومات عن طريق الطائرات بدون طيار”.
واعتبر حمدونة “أن الشيء الجديد في أمر تحليق الطائرات في هذه الآونة بالذات هو أن الاحتلال يحاول الضغط على حركة “حماس” عندما ظهر هناك نوع من الفشل في مفاوضات جلعاد شاليط والتي يمسك بملفها الوسيط المصري”.
وأوضح حمدونة أن ” “إسرائيل” تحاول توجيه رسالة إلى حركة “حماس” مفادها بأنها ستقوم بالتدخل بقوة السلاح أو تنفيذ اغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية في حال استمر الجمود في ملف “شاليط” “.
وأعرب المختص في الشؤون الصهيونية عن اعتقاده بعدم وجود علاقة بين تحليق طائرات الاستطلاع المكثف والخشية من أعمال عسكرية قد تقدم عليها فصائل المقاومة، وإن كان هدفها الأساسي الرصد وجمع المعلومات، لافتاً إلى أن هدفها هذه المرة يتخطى ذلك ويكمن في الضغط على المقاومة لتمديد التهدئة مقابل تهدئة فيما لا يحقق الجانب الفلسطيني أي مكاسب.
من ناحيته، أكد الطبيب النفسي د. خالد دحلان من برنامج غزة للصحة النفسية، أن طائرات الاستطلاع هي أحد وسائل العدوان التي تذكر المواطن الفلسطيني بقدوم خطر أو رصد لتحركاتهم وبالتالي تكون مصدراً لإثارة القلق والاضطراب والريبة.
وأوضح د. دحلان أن تلك الطائرات تحدث أيضاً نوعاًً من الشعور بالإحباط كأنها أداة عليا ومسيطرة تقوم برصد الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني، قائلاً “لا أتصور أن هناك شعباً في العالم أو في التاريخ الحديث يتعرض للرصد والمتابعة مثل شعبنا الفلسطيني في غزة.
وأضاف الخبير النفسي الفلسطيني أن طائرة الاستطلاع بمثابة إنذار مبكر الأمر الذي يولد الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المواطن بشكل عام وقد تصل الأمور إلى اضطرابات في الأكل والنوم.
وأشار إلى أن الشريحة الأكثر تضرراً من شرائح الشعب الفلسطيني جراءها هم الأطفال وذلك على اعتبار “أنهم أقل خبرة من الكبار وبالتالي يكون الطفل أقل تكيف مع الواقع من الكبير”.
ودعا د.دحلان أولياء الأمور إلى عدم تغيير الحقائق أمام أطفالهم وذلك حتى نخفف من أعراض القلق والخوف والاضطرابات لديهم.، وأضاف “علينا أن نحاول شرح حقيقة ما يجري لهم بقدر المستطاع فليس من السليم أن تقوم بتغير الحقائق”.