انتخابات بلدية بإسرائيل وسكان القدس العرب يقاطعونها
الجزيرة نت
يتوجه الناخبون في إسرائيل صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية وسط توقعات بأن يقاطعها سكان القدس العرب استجابة لدعوات سياسية وفتاوى دينية تحرم مشاركتهم فيها.
وأفاد مراسل الجزيرة في الناصرة إلياس كرام بأن نحو نصف مليون إسرائيلي بدؤوا فعلا بالإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع المقدر عددها بسبعة آلاف وسبعمائة وسط إجراءات أمنية مشددة حيث نشرت السلطات الإسرائيلية نحو عشرة آلاف شرطي في محيط المراكز الانتخابية.
وأشار المراسل إلى أن اقتراع اليوم يمثل مؤشرا على مجريات الانتخابات العامة المتوقعة في فبراير/شباط المقبل، موضحا أن التنافس على المقاعد البلدية في المدن الكبرى وبعض البلدات ذات الدلالة الرمزية خاصة تلك المتاخمة لقطاع غزة سيحمل مؤشرا على مدى شعبية الأحزاب قبل الانتخابات التشريعية المقبلة.
كما أوضح المراسل أن التصويت في البلدات ذات الأغلبية العربية سيتم وفق اعتبارات عائلية بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية، وعزا ذلك إلى ضعف نسبة التسييس في صفوف أهل تلك البلدات.
وبخصوص الوضع في القدس المحتلة أشار المراسل إلى أن التنافس سيكون محتدما بين المرشحين ذوي الخلفيات العلمانية والمرشحين الدينيين فيما يتوقع أن يقاطع المقدسيون العرب هذا الاقتراع.
وأوضح أن هناك وجهتي نظر مختلفتين بشأن موقف المقدسيين العرب إذ يدعوهم البعض إلى عدم المشاركة لأن خطوة من ذلك القبيل ستكون بمثابة اعتراف ضمني بالاحتلال الإسرائيلي للمدينة.
ويقول أصحاب وجهة النظر الثانية إن على سكان القدس العرب -والذين يمثلون نحو ثلث ساكني المدينة البالغ عددهم الإجمالي حوالي سبعمائة ألف نسمة- المشاركة في الاقتراع من أجل استعمال صوتهم للتأثير في مجرى حياتهم اليومي.
تحريم المشاركة
وقبل أيام من الاقتراع كان قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي أفتى بحرمة المشاركة بالتصويت أو الترشح في انتخابات بلدية القدس التي وصفها بأنها سياسية بالدرجة الأولى وليس خدماتية وتهدف إلى تكريس احتلال القدس.
وقال التميمي في حديث للجزيرة نت إن دافع التحريم كان ضرورة تبيان الحكم الشرعي في مسألة الانتخابات البلدية، داعيا أبناء القدس لمقاطعة الانتخابات البلدية “لأنها حرام ولا يجوز الاشتراك فيها بالتصويت أو الترشيح”.
وأضاف أن القدس محتلة كباقي المدن التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والانتخابات التي تجرى فيها “سياسية وليست خدماتية” مستشهدا بمقتطفات من البرنامج الانتخابي لمرشح رئاسة البلدية اليهودي المتطرف نير بركات يعلن فيه أنه يهدف لتكريس المشروع الصهيوني في القدس وأنه سيقيم مستوطنة للأزواج الشابة في منطقة تقع بين عناتا ومخيم شعفاط وأنه سيفتح نفقا إلى باب المغاربة.
وأوضح أن بركات أعلن بوضوح أنه سيصوت في انتخابات الكنيست لصالح حزب الليكود وأحزاب أخرى لا تقر للفلسطينيين بأي حق في القدس وتسعى للهيمنة على المسجد الأقصى، مشددا على أن “برنامج بركات برنامج سياسي 100% يهدف إلى تكريس الاحتلال وإضفاء شرعية على ضم القدس للكيان الصهيوني”.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس ورابطة الشباب المقدسيين قد أطلقت حملة وطنية لمقاطعة الانتخابات الإسرائيلية لبلدية القدس لتأكيد رفض المقدسيين احتلال مدينتهم بأي شكل من الأشكال وجعل قضية المدينة مجرد خدمات.