فلسطين وأجندة أوباما
كيف ينظر باراك أوباما إلى قضية الصراع العربي الإسرائيلي وقد شرع عملياً في ممارسة أعمال منصبه كرئيس للولايات المتحدة؟
هناك ثلاثة مؤشرات أولية هي:
إن على رأس قائمة كبار مستشاري الرئيس الجديد ثلاث شخصيات اكتسب كل واحد منهم شهرته في دهاليز السياسة الأميركية كخادم مخلص للحركة اليهودية الأميركية وبالتالي كعدو راسخ العداء للعرب والمسلمين، وهؤلاء هم جون بايدن نائب الرئيس ورام عمانويل أمين عام البيت الأبيض ودينيس روس المرشح كوزير للخارجية. والأخيران يهوديان ذوا صبغة صهيونية.
إن الرئيس الجديد أجرى مكالمات هاتفية حول شؤون عالمية مع زعماء تسع دول ليس بينهم زعيم عربي أو مسلم واحد. من بين هذه الدول ست دول في العالم الرأسمالي والغربي ـ بريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا وكندا واليابان.
ولو اقتصرت اتصالات أوباما على قادة هذه الدول لكان الأمر مفهوماً باعتبار أنها دول ترتبط بتحالفات عليا مع الولايات المتحدة. لكن الرئيس الأميركي تكلم أيضاً مع زعيم كل من كوريا الجنوبية والمكسيك. بل وتكلم كذلك مع الزعامة الإسرائيلية.
في أول مؤتمر صحافي له تحدث أوباما عن إيران بلغة إسرائيلية فصحى. فبعد أن أدان البرنامج النووي الإيراني دون أن يتعرض للترسانة النووية الإسرائيلية فانه استعدى العالم على إيران داعياً إلى «أن تبذل جهود دولية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي».
ولو سكت أوباما عند هذا الحد لترك سؤالاً معلقاً دون إجابة يبدأ بكلمة «لماذا»؟. لكنه صدع فعلاً بالإجابة حيث قال تحدث عن «دعم إيران لمنظمات إرهابية»، وكأن الرئيس الجديد يتكلم بلسان إسرائيل. فالمنظمات «الإرهابية» هي المنظمات العربية التي تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وفي مقدمتها «حزب الله» اللبناني و«حماس» الفلسطينية.
وإذا قيل إن قضية الفلسطينيين والعرب لا تحظى بأولوية في أجندة الرئيس أوباما لأنه متورط في ولائه للحركة اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة فان القول يكون ناقصاً. فكمالة القول هي العجز العربي، هنا ينبغي أن نكون منصفين لهذا الرئيس الأميركي الجديد.
فرئيس أي دولة كبرى في أي مكان في العالم وأي زمان لن يجتذب اهتمامه الدولي إلا البؤر الساخنة. وتحديداً البؤر الساخنة التي تتهدد أمن دولته أو مصالحها الحيوية، وهذه قاعدة لا تنطبق بالأسف على قضية الفلسطينيين والعرب.